"السياسة" عن مصادر طرابلسية: نحذر من انهيار تام للدولة في المدينة
05 Mar 201402:49 AM
"السياسة" عن مصادر طرابلسية: نحذر من انهيار تام للدولة في المدينة

نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر طرابلسية قولها إن "الوضع بات لا يحتمل، سواء على الصعيد الأمني أو الاقتصادي أو المجتمعي"، محذرة من خطورة ما وصفته بـ "الانهيار التام" للدولة في عاصمة الشمال وعجزها عن وضع حد للمأساة وإيجاد حل شامل".

 

وأوضحت المصادر أن "انتشار حواجز الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام في أنحاء المدينة أساسي وضروري لكنه غير كاف لسببين رئيسيين: الأول أن المشكلة الأمنية أسبابها سياسية - اقتصادية والثاني أن القوى العسكرية لا يمكنها التحرك ضد المسلحين إلا ضمن السقف المرسوم لها سياسياً لأن غالبية هؤلاء لهم رعاة وممولون وداعمون وازنون من طرابلس ولبنان والخارج أيضاً".

 

وإذ نبهت إلى خطورة الانهيار الأمني وانعكاساته على كل لبنان، كشفت المصادر عن "حادثة وقعت قبل نحو أسبوعين تقريباً تعكس مدى تدهور الأوضاع إذ أقدم رجل يعتبر نفسه شيخاً وله ميول "داعشية" في منطقة البحصة الشعبية الفقيرة القريبة من قلعة طرابلس على قتل فتى يبلغ من العمر 17 عاماً من آل البارودي بذريعة أنه سب الذات الإلهية أمامه من دون أن يفكر للحظة واحدة في الحديث معه أو إمكانية إقناعه بخطئه عبر الكلام وليس القوة".

 

وتابعت المصادر: "إن أهل الفتى حتى اليوم يرفضون إقامة عزاء حتى يثأروا له كما أقدم بعضهم على إحراق منزل قاتله ونهبه انتقاماً. هذه الحادثة التي بقيت بعيدة عن وسائل الإعلام لا تنفصل عن عشرات الحوادث التي تسجل في أنحاء المدينة يومياً من اعتداء على المدنيين في الشوارع وسطو مسلح على محال تجارية وابتزاز للمارة وراكبي السيارات بقوة السلاح وفرض "خوات" على بعض التجار وغيرها من ممارسات المسلحين".

 

وأضافت المصادر ان "الانهيار الاقتصادي هو أحد أهم أسباب التدهور الأمني, فالمعلومات المتقاطعة تؤكد أن مبيعات التجار انخفضت في 2013 بنسبة أكثر من 50 في المئة وهو ما يمكن وصفه بالكارثة لأنها أصلاً كانت متدهورة إذ تراجعت في 2011 بنسبة 50 في المئة عن 2010 ثم تراجعت في 2012 بنسبة 70 في المئة عن 2011"، وأشارت إلى أن "هذا الانهيار المتواصل أدى إلى إغلاق العشرات من المحال والمؤسسات واحداً تلو الآخر في ظل عجز التجار عن دفع الإيجارات والنفقات ما أدى بطبيعة الحال إلى تزايد نسب البطالة المرتفعة أصلاً التي باتت تقدر بنحو 60 إلى 70 في المئة حالياً".