لم تعد زيارة النائب ابراهيم كنعان الى معراب خبراً. الرجل الذي استعان بشريك "النيّات" ملحم الرياشي ليقصد المنطقة الكسروانيّة في زيارته الأولى، بات يحفظ الطريق جيّداً، بل هناك من ينصحه بالانتقال للسكن في منطقة قريبة تجنّباً لهدر الوقت على الطريق. آخر هذه الزيارات كانت يوم السبت وفيها بحث النائب المتني مع مضيفه رئيس حزب القوات اللبنانيّة سمير جعجع في الشأن الانتخابي البلدي، خصوصاً في زحلة وجونية ومعركة مخاتير بيروت المعقّدة. ولكن، ماذا عن المتن، وهل تسير الأمور كما يُرام بين الحليفين الجديدين؟
عُقد مساء أمس اجتماعٌ تنسيقيّ بين التيّار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة، اتفق في خلاله كنعان مع إدي أبي اللمع، المكلّف بإدارة ملف الانتخابات البلديّة في المتن من قبل معراب، ومرشّحها الثابت في القضاء، على متابعة الاتصالات، خصوصاً في ما يخصّ بعض المناطق التي لم تتوضّح فيها، حتى الآن، معالم المواجهة الانتخابيّة، وخصوصاً في جل الديب والضبيّة.
ما هو ثابتٌ أنّ "التيّار" و"القوات" سيخوضان معاً ثلاث معارك انتخابيّة في ساحل المتن، في سن الفيل، جل الديب وانطلياس. أما في الضبيّة فالباب مفتوح أمام التفاوض مع رئيس البلديّة قبلان الأشقر. في حين تتّجه المناطق الأخرى نحو التزكية أو المعركة غير المتكافئة، مثل الدكوانة، الجديدة البوشريّة السد والزلقا - عمارة شلهوب.
التحالف يترسخ أكثر مع "التيار"
ويشير أبي اللمع، في حديث لموقع mtv، الى أنّ الصورة في جل الديب - بقنايا ليست واضحة حتى الآن، خصوصاً بعد إعلان رئيس البلديّة إدوار أبو جودة نيّته عدم الترشّح مجدّداً. ويجزم أبي اللمع بأنّ "القوات" و"التيّار" سيدعمان اللائحة نفسها في المنطقة.
كما في جل الديب كذلك في جارتها انطلياس، يخوض فريقا "النيّات" المعركة متّحدين في مواجهة رئيس البلديّة الحالي ايلي أبو جودة، من دون أن يُعرف إذا كان سينضمّ إليهما "الكتائب"، إذ أنّ "موقف الأخير غير واضح" وفق تعبير أبي اللمع.
أما في الضبيّة، فيلفت أبي اللمع الى أنّ "لا تواصل مع الحزب "القومي" بل مع رئيس البلديّة قبلان الأشقر، وهو أصلا غير حزبي، وآمل أن نتوصّل الى اتفاق ونخوض الانتخابات في لائحة واحدة مع "التيّار".
وتبرز في أعالي المنطقة معركة يتوقّع أن تكون قاسية في بسكنتا، حيث يُسجّل غياب التوافق بين الحليفين "الذي سعينا إليه جاهدين، بسبب أمور عائليّة لسنا راضين عنها". أما في الخنشارة، فيؤكد أبي اللمع أنّ "القوات" يدعم اللائحة التي يرأسها أسعد الرياشي، أما "التيّار" فسيترك الخيار لمناصريه في المنطقة ذات الغالبيّة الكاثوليكيّة.
ويؤكد أبي اللمع أنّ "القوات" لم ينل حقّه التمثيلي في الانتخابات البلديّة الأخيرة "حيث أحرجنا من قبل البعض وقدّمنا تنازلات، أما اليوم فأتوقّع أن تعيد إلينا الانتخابات بعضاً من حجمنا التمثيلي علماً بأنّنا نحرص على تسهيل الأمور في عدد من البلدات ولو على حساب حجمنا، كما نحترم التوازنات، وعند وجود رئيس بلديّة ناجح نتجنّب ترشيح أحد في مواجهته".
يشدّد أبي اللمع على أنّ التواصل مقطوع تماماً مع "الكتائب". "لا يتكلّمون معنا ولا نتكلّم معهم منذ فترة" يقول، مشيراً الى أنّ "التواصل مقطوع أيضاً مع النائب ميشال المر، ولو أنّنا لسنا على خلاف إلا أنّ الكتائب والمر أعلنا عن تحالف في مواجهتنا".
أما مع التيّار الوطني الحرّ فيلفت الى أنّ "التحالف يترسّخ أكثر فأكثر"، على الرغم من المدّة الزمنيّة القصيرة بين التفاهم بينهما وموعد الانتخابات البلديّة.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانا سيخوضان معركة اتحاد بلديّات المتن، قال أبي اللمع: "هذا الموضوع غير مطروح حاليّاً، وعلينا أن ننتظر ما ستفرزه الانتخابات".