سلام ونظيره الهولندي: بحثنا في دعم الجيش
03 May 201615:40 PM
سلام ونظيره الهولندي: بحثنا في دعم الجيش

عقد رئيس الحكومة تمام سلام، مؤتمرا صحافيا مشتركا مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روتيه الذي زاره في السراي. وقال سلام: "كان لقاؤنا مناسبة لمناقشة المشاكل السياسية المعقدة التي تواجهها المنطقة، والصعوبات التي يعانيها لبنان على الصعيدين السياسي والاقتصادي. تبادلنا وجهات النظر بشأن سبل التصدي للتطرف والارهاب، ووسائل دعم الجيش اللبناني والاجهزة الامنية في المواجهة اليومية التي يخوضها ضد الإرهابيين على الحدود. واغتنمت فرصة هذا اللقاء لتوجيه الشكر إلى روتيه على المساعدة التي تقدمها بلاده الى لبنان في ميادين عدة، خصوصا في القطاع الزراعي وتصدير المنتجات الزراعية كالبطاطا".

 

وأضاف سلام: "لمناسبة هذه الزيارة، أطلقت مبادرة خلاقة عبر توقيع مذكرة تفاهم بين مركز تشجيع الواردات من الدول النامية التابع لوزارة الشؤون الاقتصادية الهولندية، والمؤسسة العامة لتشجيع الاستثمارات في لبنان (ايدال) وغرفة التجارة والصناعة والزراعة في بيروت وجبل لبنان. هذا الاتفاق سوف يمهد الطريق أمام تعاون بين القطاعين الخاص والعام في لبنان وهولندا، يستفيد من التسهيلات والحوافز اللبنانية التي تقدمها إيدال إلى المستثمرين المحليين والأجانب، ويوفرها قانون تشجيع الاستثمار في لبنان الرقم 360".

 

وتابع: "أخيرا، عرضنا وسائل الدعم الذي يمكن أن تقدمه الحكومة الهولندية الى لبنان لمساعدته على مواجهة مشاكله الاقتصادية. وتركز البحث خصوصا على الدعم المخصص لأغراض التنمية، وعلى مشاريع التمويل الهادفة الى خفض البطالة والفقر، والتصدي للأعباء الناجمة عن وجود مليون ونصف مليون نازح سوري على الاراضي اللبنانية.
ولا بد لي هنا من أن أتوجه بالشكر الى وزيرة التجارة الخارجية والتعاون الانمائي السيدة ليليان بلومان التي شكل وجودها معنا اليوم دليلا إضافيا على الأهمية التي توليها مملكة هولندا لهذا الجهد الرامي الى مساعدة لبنان".

 

من جهته، قال روتيه: "أعرب عن عمق إعجابي بالجهود الهائلة التي يبذلها لبنان باستضافة حوالى مليون ونصف مليون نازح سوري. لقد أبلغت موقفي هذا إلى سلام الذي تحدثنا معه، أنا ووزيرة التجارة والتنمية السيدة ليليان بلومان، عن تدفق اللاجئين الذي تواجهه بلاده منذ سنوات، وكيف يمكن لأوروبا ولهولندا أن تساعدا لبنان على تحمل هذا العبء.
إن لبنان يستضيف من اللاجئين أكثر من أي بلد آخر في العالم، إذا ما قيس الأمر بعدد سكانه. فكما قلت، هناك مليون ونصف مليون لاجئ هنا، وهذا رقم هائل، خصوصا أن عدد سكان لبنان هو أربعة ملايين نسمة فقط".

 

وأشار إلى ان "التعامل مع هذا الحجم من النزوح وإيجاد مأوى لكل هؤلاء النازحين، يشكلان عبئا كبيرا على البنى التحتية المحلية ويولدان حاجات كثيرة للشعب اللبناني أيضا.
إنني أقدر الطريقة التي أعطي بها اللاجئون مأوى موقتا هنا. إنتم تعملون، على سبيل المثال، على إيجاد أماكن في المدارس اللبنانية لجميع الاطفال غير اللبنانيين البالغ عددهم 550 ألفا، بحيث يستطيعون الاستمرار في بناء مستقبلهم، على الرغم من أنهم تركوا كل شيء وراءهم عندما اضطروا الى مغادرة بلدهم".

 

وأضاف: "هولندا تحاول مساعدة لبنان بقدر الإمكان. ولقد ساهمنا منذ عام 2012 بما يقارب مئة أحد عشر مليون يورو في جهود إيواء اللاجئين السوريين في لبنان.
لقد خصصنا للعامين 2016 و2017 ما مجموعه 260 مليون يورو للدول المضيفة للنازحين السوريين. وهذا المبلغ يضاف الى مئة مليون يورو سبق ان خصصت لهذه الغاية للفترة نفسها، وأنفقت على مبادرات تهدف الى فتح آفاق المستقبل للنازحين وللمجتمعات المضيفة (بنى تحتية وتشغيل) في المنطقة". وأشار الى أن "هذا الإنفاق الجديد يعني، بالنسبة الى لبنان، تخصيص 80 مليون يورو إضافية له. إن هولندا تعتبر استقبال النازحين في المنطقة جزءا مهما من مقاربة واسعة ومتكاملة لأزمة النازحين. ولبنان يستحق أيضا الثناء بسبب المهنية التي يظهرها الجيش والقوى الأمنية في المعركة ضد داعش، وفي جهود تثبيت الاستقرار الداخلي. ومن الأهمية بمكان أن نواصل تعزيز العلاقات في ما بيننا".

 

كما أكد أن "هولندا تدعم لبنان حاليا في موضوع مراقبة الحدود، ونحن نعمل على تقوية العلاقات التجارية. ولقد خطونا للتو خطوة مهمة بتوقيع مذكرة تفاهم سوف تؤمن فرص تصدير أكبر لقطاع الزراعة اللبناني. لا شك في أن الاقتصاد يتعزز من جراء الاستقرار السياسي، لذلك نشجع الزعماء على إجراء الانتخابات الرئاسية، ولا شك في أن ذلك سيكون مفيدا إذا ما حصل في أقرب الآجال. أود مرة جديدة أن أغتنم هذه المناسبة للتعبير عن تقديري لكل الجهود التي يبذلها لبنان لاستضافة اللاجئين. وأؤكد أن هولندا سوف تبقى مستعدة للمساعدة".