الراعي: السياسة العالمية فقدت أخلاقيتها
21 May 201621:13 PM
الراعي: السياسة العالمية فقدت أخلاقيتها

بدأ البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، اليوم الثالث من زيارته الراعوية إلى جنوب افريقيا، بالصلاة في كنيسة سيدة الأرز مع الآباء المرسلين، ثم التقى الصحافة المحلية في جنوب افريقيا، مطلقا أمامها مواقف عدة عن أوضاع المسيحيين في لبنان والشرق.

 

وقد عبّر الراعي أمام الصحافيين الجنوب افريقيين، عن أسفه "لأن تتحول أرض الشرق الأوسط التي انطلق منها الانجيل وارتفع صليب الفداء، إلى أرض حرب ونزاعات وعنف"، لافتا إلى ان "وجود المسيحيين في هذا الشرق يعود الى أكثر من 2000 سنة، وقد بنوا مع المسلمين حضارة العيش معا". وقال: "كنا أول من رحب بالربيع العربي المحق في الشرق، لأن البلاد العربية بحاجة الى اصلاحات دستورية، لكن الحركات الأصولية اطاحت بالمطالب المحقة، وبدأت بالخراب والدمار وانتزاع الشعوب من أرضهم. وهذا ما بات اليوم يشكل خطرا على السلام العالمي، لأنه يشجع الارهاب والعنف في العالم، ويشكل كارثة على لبنان الذي يتحمل تبعات هذه الأزمات في بلدان الشرق الأوسط، مع استضافته أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني وأكثر من مليون ونصف نازح سوري، أي أكثر من نصف سكان لبنان، ما يجعلنا أمام كارثة تربوية واقتصادية واجتماعية وصحية وأمنية".

 

ورأى ان "الحل يكمن في أن تتحمل الأسرة الدولية مسؤوليتها بايقاف الحرب في العراق وسوريا وفلسطين، وايجاد الحلول السلمية، والكف عن مساندة الارهاب ومده بالسلاح لأجل مصالح استراتيجية وسياسية"، مضيفا: "السياسة العالمية فقدت أخلاقيتها. وقداسة البابا فرنسيس الذي قارب العالم مقاربة انسانية، وصف الحرب الضارية بـ "تجارة الأسلحة". العالم لا يحميه السلاح ولا المال بل الانسانية. والعمل السياسي اليوم وللأسف فقد روح الانسانية التي تجمع البشر على تنوع أجناسهم وألوانهم واعراقهم، وفقدانها يجعلنا سجناء أنانيتنا".

 

وفي رده على سؤال عن الجالية اللبنانية واندماجها في مجتمع جنوب افريقيا، قال الراعي: "افريقيا الجنوبية قامت بخطوات جبارة للتقدم على كل المستويات السياسية والاقتصادية، ونجحت في نضالها ضد التمييز. واللبنانيون أتوا الى جنوب أفريقيا التي كانت أرضا غريبة بالنسبة لهم، لكن سرعان ما اندمحوا مع ثقافتها وساهموا في حياتها الوطنية. مع الانتشار الماروني في العالم، أصبحت المارونية حاضنة لكل الجنسيات بانفتاحها على الآخر، فهي اغتنت وأغنت الحضارة الأفريقية. لذا فان كنيستنا المارونية غنية بهذا التنوع".

 

بعد ذلك، التقى الراعي أبناء الجالية اللبنانية وأعضاء من الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، خلال حفل اقيم على شرفه وتخللته كلمات ترحيب واشادة بزيارته التاريخية لجنوب افريقيا بعد الزيارتين اللتين قام بهما الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير.

 

وألقى الراعي كلمة قال فيها: "صحيح ان وطننا يمر بصعوبات، انما علينا ان نساعده للخروج منها، ولذلك فهو بحاجة الى كل واحد منا. نشعر بان هناك اهتماما دوليا بلبنان وحرصا على الاستقرار فيه، وهذا يعود الى اللبنانيين الذين كسبوا ثقة واحترام وتقدير السلطات المدنية والسياسية في كل البلدان التي حلوا فيها". وختم: "علينا ان نصبر ونثبت ونتعاون، كل من موقعه، من اجل مساعدة لبنان على عبور هذه المرحلة الصعبة التي يتأثر فيها بكل ما يجري من حوله من حروب ونزاعات. وبالرغم من كل شيء فإن لبنان صامد بحماية العناية الالهية وسيدة لبنان".