حسين هواري شابٌ سريع الغضب، حاله حال لبنانيّين كثيرين. الفارق الوحيد أنّ هواري، حين غضب، كان يحمل سلاحاً، والسلاح في يد الغاضب قد يقتل. الضحيّة هذه المرّة اسمه وسام بليق.
كان هواري يقود سيّارته وبرفقته زوجته التي كانت تجلس الى جانبه، وصديقه الذي كان يجلس في الخلف، حين توقّفت السيّارة التي أمامه، وكان في داخلها رجل وزوجته، بشكلٍ مفاجئ.
غضب حسين هواري، الذي كان يقود سيّارة رباعيّة الدفع، وبدأ بإطلاق النار بشكلٍ عشوائي، تعبيراً عن هذا الغضب، وهي عادة سيئة لم تفارق حسين الذي يهوى إطلاق النار، تعبيراً عن السعادة والحزن واليأس والأمل، الى ما هنالك من مشاعر إنسانيّة، إن صحّت الصفة الأخيرة على هواري.
أصابت إحدى الرصاصات العشوائيّة الشاب وسام بليق الذي كان في سيّارة قريبة، ونقل الى المستشفى حيث فارق الحياة بعد ساعات.
بوشرت التحقيقات في القضيّة وتمّ الحصول على ما رصدته كاميرات مراقبة موجودة في المكان، كما تمّ التحقيق مع الرجل والمرأة اللذين كانا في السيّارة وتسبّبا، عن غير قصد طبعاً، بإغضاب هواري الذي اكتشفت القوى الأمنيّة هويّته ففرّ الى داخل مخيّم صبرا.
وعلم موقعنا أنّ فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي علم، نتيجة التعقّب التقني لهواري، بأنّه انتقل من داخل المخيّم الى البقاع ومنه الى داخل الأراضي السوريّة، حيث تمّ توقيف أربعة لبنانيّين تمّ التأكد، من خلال التحقيق معهم، بأنّ هواري فرّ الى داخل سوريا بعد أن قدّموا له العون لهذه الغاية.