من المصيبة في لبنان نجد طريقنا إلى النكات والضحك... يكاد "لا يكعى" علينا شيء. من التقنين الكهربائي إلى مشكلة النفايات التي اجتاحت طرقاتنا لأشهر، فزحمة السير التي تقعدنا لساعات أسرى سياراتنا، وأكثر... مشاكل لا تنتهي، نحوّلها إلى طرائف. حتى الفراغ الرئاسي الذي يعشعش في زوايا بعبدا والبلد بكامله، اعتدنا عليه، وها إن سنتين مرّتا، "ولا فرقت معنا"...
ننظر إلى بلدان العالم أجمع، فنضحك على حالنا، وعلى دولتنا التي تنبض بلا رأس، تعاني شللا كلّيا... غير ان ما لا نعلمه هو أن آخرين يتمنّون لو كانوا مكاننا. نعم، صدّقوا أو لا تصدّقوا، فها هم الفرنسيون لا يبدون حماسة للانتخابات الرئاسية المرتقبة في العام المقبل، فتجدهم على مواقع التواصل الاجتماعي يتذمّرون إزاء حالهم، حتى أنهم لا يتوانون عن نشر الصورة المرفقة أعلاه، والتي تقول ترجمتها الآتي:
"لا أظنّ انه ينبغي ان ننتخب رئيسا جديدا في العام 2017. إذ يجب أن نأخذ قسطا من الراحة، ونحاول ان نتدبّر شؤوننا من دون رئيس". لربما التجربة اللبنانية أثارت في نفوسهم الغيرة، فلمَ لا يتميّزون مثلنا؟ ها هم يرون شعبا يعيش مقطوع الأوصال منذ سنتين، لا رئيس في القصر، ولا برلمانا يشرّع، إضافة إلى حكومة عاجزة عن اتخاذ قرار، فلمَ لا يقتدون به؟
هم يريدون مغامرة، والمثل الابرز أمامهم هنا، فيما نحن نشتهي الاستقرار والطمأنينة... حقيقة واحدة: هم يغارون منّا و"ما حدا راضي بحالو".