دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري في حفل تكريم النائب والوزير الراحل موريس الجميل إلى الخروج من اصطفاف "آذار" والعمل معا على تشكيل جبهة وطنية متراصة تنهض بالبلاد كما دعا بري إلى اعادة وزارة التصميم الى هيكل الحكومات، لتكون وحدها من دون غيرها الوزارة السيادية التي تستحق التنافس عليها. أيضا رحب بري بالقمة الروحية التي دعا اليها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والتي تلتئم في اللحظة السياسية المناسبة. وطلب بري من اللبنانيين جعل الحلم الجميل لموريس الجميل حقيقة والشروع في إقامة "مدينة الله" مركزا لحوار الحضارات والاديان والثقافات بالاستناد الى تعدد العناصر القائمة في لبنان وتعدد الاديان والمذاهب والتي اكتسبت حاسة الفهم الموحد.
بري وفي كلمة له من جامعة الروح القدس – الكسليك لفت إلى المانع القائم أمام عودة وزارة التصميم وتوليها لاختصاصاتها وهي المصالح المستقلة والمجالس المستقلة و"المستغلة" التابعة لرئاسة الحكومة، والتي تمثل حكومة ظل فعلية تمتلك موازنات مالية ضخمة محكومة من المصالح السياسية وليس من الانماء المتوازن الذي اكد عليه اتفاق الطائف. وفي معرض حديثه عن إنجازات وإبداعات موريس الجميل المفكر، لفت بري إلى أهمية المياه في الحرب مع إسرائيل قائلا إنها قضية حياة أو موت فالدولة العبرية ستواصل تهديد مصادر المياه في لبنان، وواجب علينا اتباع سياسة مبنية على اهداف تصون مصالح بلدنا، كما في المياه كذلك في مجال النفط والغاز.
وقال بري ان لبنان يجب ان يكون في الطليعة من ناحية التصدي لمشروع التفكيك. لذلك علينا تأكيد اعتماد الصيغة التي تناقض الدويلات العنصرية. وخص المسيحيين بنداء لترسيخ وحدة الارض والشعب والمؤسسات ليس في لبنان فحسب بل في كل العالم العربي. وقد أكد رئيس مجلس النواب أن المسيحيين في لبنان وفي الشرق ليسوا اهل ذمه او اقلية ذمية بل اننا كلنا اقليات في ذمة لبنان وفي ذمة كل دولة من دول المنطقة. بري توجه إلى البابا بنديكتوس السادس عشر مطالبا إياه "عدم الخوف على مسيحيي لبنان بل الخوف على لبنان لأننا فيه إما ان ننهض معا او نسقط معا. واذا سقطت تجربة لبنان فإن الظلام سيسود البشرية كما قال سماحة الامام موسى الصدر".
كما أعرب بري عن رغبته في بناء اوثق العلاقات بين مكتبة مجلس النواب ومكتبة جامعة الكسليك، مطالبا الادارة البرلمانية التواصل لاقامة ما يلزم لكي تتاح للمشرعين والباحثين فرصة الإستفادة من قاعدة المعلومات الواسعة الموجودة في الكسليك.