قررت المحكمة الجنائية المركزية العراقية، الاثنين، إطلاق سراح الناشط في "حزب الله" علي دقدوق المشتبه بتورطه في قتل جنود أميركيين في كانون الثاني 2007 في العراق، حسبما أعلن محامي المتهم.
واشار المحامي عبد المهدي المطيري لوكالة الصحافة الفرنسية الى ان «المحكمة الجنائية المركزية العراقية أصدرت قرارا بالإفراج عن علي دقدوق اليوم أي أمس الاثنين لعدم توفر أي دليل لإدانته». وكانت القوات الأميركية سلمت السلطات العراقية قبيل انسحابها من البلاد نهاية العام الماضي دقدوق، الذي أعلن الجيش الأميركي اعتقاله في تموز 2007، في عملية أمنية في البصرة جنوب العراق.
وأكد المطيري أنه «لم تتوفر أي شهادة والتهمة كانت ظنية وهذه لا يمكن اعتمادها في المحاكمة».
وخلال هجوم في كانون الثاني 2007 في كربلاء جنوب بغداد، قتل مسلحون جنديا أميركيا وخطفوا أربعة آخرين قاموا بقتلهم في وقت لاحق، في عملية منظمة نسبها الجيش الأميركي إلى فيلق القدس، وحدة النخبة في الحرس الثوري الإيراني. وتعتبر القوات الأميركية دقدوق أبرز المتورطين في هذه العملية.
وكان دقدوق الذي تؤكد الولايات المتحدة أنه وصل إلى العراق لتدريب متمردين بمساعدة فيلق القدس، آخر سجين لدى القوات الأميركية وسلمته إلى العراقيين مع انتهاء الانسحاب من هذا البلد، أواخر العام الماضي. وحسب وكالة رويترز، كان مسؤولو الحكومة الأميركية يسعون في بادئ الأمر لإبقاء دقدوق رهن الاعتقال وقالوا: إنهم يخشون إذا سلموه للسلطات العراقية ألا تتمكن من احتجازه لفترة طويلة وألا تستطيع إدانته. وقال مسؤولون: إنهم وافقوا في النهاية على تسليم دقدوق للسلطات العراقية بعدما حصلوا على ضمانات بأنه سيحاكم على جرائمه. ولم ترد السفارة الأميركية في بغداد على الفور على طلبات بالتعقيب من جانبها. وقال محامي دقدوق إن الحكومة العراقية ستتخذ قرارا بشأن إعادة دقدوق إلى بلده لبنان بعد الإفراج عنه أو تسليمه إلى السفارة اللبنانية في بغداد.
من جهته، أعلن وكيل وزارة العدل العراقية بوشو إبراهيم أن «وزارة العدل العراقية لا علم لها بظروف اعتقال اللبناني علي موسى دقدوق على الرغم من أن القوات الأميركية كانت قد سلمت لنا كل المعتقلين وفي مقدمتهم أركان النظام السابق».
وقال إبراهيم لصحيفة «الشرق الأوسط» إن «القوات الأميركية كان ينبغي أن تسلم لنا دقدوق، حسب الاتفاق الذي أبرمناه معهم»، مشيرا إلى أن «الأميركيين غيروا رأيهم وسلموه إلى وزارة الداخلية بدلا من وزارة العدل على الرغم من أننا هيأنا مكانا خاصا لاعتقاله».
وأوضح المسؤول العراقي أنه «لا يعرف السبب الذي جعل الأميركيين يسلمون دقدوق للداخلية بدلا من العدل مع أنهم كان بإمكانهم أخذه معهم إلى غوانتانامو لمحاكمته هناك». وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر عراقي مقرب من مجلس القضاء الأعلى، فإن «محاكمة علي موسى دقدوق بدأت يوم الخميس الماضي، الثالث من الشهر الحالي، وهو اليوم الذي صادف محاكمة نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وعدد من أفراد حمايته، التي أجلت إلى العاشر من هذا الشهر».