كريستال النوار
كتبت كريستال النوّار في موقع mtv:
تحوّلت الأزمات إلى كابوسٍ نعيشه في يوميّاتنا في دولةٍ منكوبة بعصاباتٍ أسوأ من زمن الحروب، في بلدٍ أصبح محاصراً بكلّ أشكال الموت. ونتيجة لهذا الواقع، تصدّرت الصحّة النفسيّة اهتماماتنا وباتت أولويّة... "المهمّ الصحّة" الجسديّة والنفسيّة والعقليّة، أكثر عبارة نُردّدها في بلدٍ أفقدونا فيه العقل وقتلوا فينا النّفس ولم يبقَ مرضٌ إلا وأصابنا بسبب الفساد والإهمال وسوء الإدارة.
هذا كلّه وما زلنا صامدين.. فعليًّا وأحياناً صوريًّا فقط. فالأوقات العصيبة لا تستثني أحداً، كلٌّ بطريقةٍ مختلفة، على شكل زائرٍ خبيثٍ يسرق آمالنا وأحلامنا وضحكاتنا وحتّى أرواحنا. فعلاً "ما حدا مرتاح"... ولكنّنا شعبٌ يعشق الحياة ولو قتَلَتْه ألف مرّةٍ، يعود وينهض من تحت الرّماد مراراً وتكراراً ويُكمل حياته مع كلّ التصدّعات ولا يأبه بشيء.
وهنا يُخفي كلٌّ منّا انتصاراتٍ بعد "حروبٍ" خرج منها حيًّا. النّهوض من الفراش صباحاً من دون أي أملٍ أو خطط، إنتصار. مُكافحة القلق والاكتئاب والتوتّرات العصبيّة مع التحلّي بالقدرة على التحمّل والمواجهة، أيضاً انتصار. الذهاب إلى العمل وبذل المجهود مع إنتاجيّةٍ غير كافية أحياناً، والمُكافحة للاستمرار، إنتصار. تقبّل كلّ ما لا يقبله أيّ عقل وأيّ قلب، إنتصار. الضّحك وتوزيع الابتسامات فيما داخلنا يغلي.. هذا أكبر انتصار.
أمّا "الحرب الأشرس" فهي عندما نعود إلى الفراش ليلاً، ومع كلّ دمعة تغرق في الوسادة نعد أنفسنا بأنّنا سننهض من جديد وسنواجه يوماً آخر بكلّ ما لدينا من قوّة. ورغم تغيّر ملامحنا من البكاء والحزن على ماضٍ لن يعود وحاضرٍ مُخيف ومُستقبلٍ مجهول، نستيقظ مُتابعين روتيننا اليوميّ و"مبارح راح مع مبارح".
هذه "الحروب" نخوضها جميعنا كلّ يوم ونخرج منها أحياء، وهذا انتصارٌ بحدّ ذاته... فلنتذكّر دائماً انتصاراتنا مهما اعتبرها البعض بسيطة ولنأخذ منها القوّة. ولنتذكّر أيضاً أنّ الصّعوبات لا تقوّينا بل طريقتنا في مواجهتها هي التي تُحصّننا... وأنّنا مهما تألّمنا سنخرج أحياء ولن نستسلم.
تحوّلت الأزمات إلى كابوسٍ نعيشه في يوميّاتنا في دولةٍ منكوبة بعصاباتٍ أسوأ من زمن الحروب، في بلدٍ أصبح محاصراً بكلّ أشكال الموت. ونتيجة لهذا الواقع، تصدّرت الصحّة النفسيّة اهتماماتنا وباتت أولويّة... "المهمّ الصحّة" الجسديّة والنفسيّة والعقليّة، أكثر عبارة نُردّدها في بلدٍ أفقدونا فيه العقل وقتلوا فينا النّفس ولم يبقَ مرضٌ إلا وأصابنا بسبب الفساد والإهمال وسوء الإدارة.
هذا كلّه وما زلنا صامدين.. فعليًّا وأحياناً صوريًّا فقط. فالأوقات العصيبة لا تستثني أحداً، كلٌّ بطريقةٍ مختلفة، على شكل زائرٍ خبيثٍ يسرق آمالنا وأحلامنا وضحكاتنا وحتّى أرواحنا. فعلاً "ما حدا مرتاح"... ولكنّنا شعبٌ يعشق الحياة ولو قتَلَتْه ألف مرّةٍ، يعود وينهض من تحت الرّماد مراراً وتكراراً ويُكمل حياته مع كلّ التصدّعات ولا يأبه بشيء.
وهنا يُخفي كلٌّ منّا انتصاراتٍ بعد "حروبٍ" خرج منها حيًّا. النّهوض من الفراش صباحاً من دون أي أملٍ أو خطط، إنتصار. مُكافحة القلق والاكتئاب والتوتّرات العصبيّة مع التحلّي بالقدرة على التحمّل والمواجهة، أيضاً انتصار. الذهاب إلى العمل وبذل المجهود مع إنتاجيّةٍ غير كافية أحياناً، والمُكافحة للاستمرار، إنتصار. تقبّل كلّ ما لا يقبله أيّ عقل وأيّ قلب، إنتصار. الضّحك وتوزيع الابتسامات فيما داخلنا يغلي.. هذا أكبر انتصار.
أمّا "الحرب الأشرس" فهي عندما نعود إلى الفراش ليلاً، ومع كلّ دمعة تغرق في الوسادة نعد أنفسنا بأنّنا سننهض من جديد وسنواجه يوماً آخر بكلّ ما لدينا من قوّة. ورغم تغيّر ملامحنا من البكاء والحزن على ماضٍ لن يعود وحاضرٍ مُخيف ومُستقبلٍ مجهول، نستيقظ مُتابعين روتيننا اليوميّ و"مبارح راح مع مبارح".
هذه "الحروب" نخوضها جميعنا كلّ يوم ونخرج منها أحياء، وهذا انتصارٌ بحدّ ذاته... فلنتذكّر دائماً انتصاراتنا مهما اعتبرها البعض بسيطة ولنأخذ منها القوّة. ولنتذكّر أيضاً أنّ الصّعوبات لا تقوّينا بل طريقتنا في مواجهتها هي التي تُحصّننا... وأنّنا مهما تألّمنا سنخرج أحياء ولن نستسلم.