كتبت د. علا القنطار في موقع mtv:
ببساطة أصبح التعليم عن بعد مادةً جديدة للمتاجرة في لبنان من قِبَل بعض المدارس الخاصة.
اعتمدت معظم الدول المتقدمة التعليم عن بعد منذ سنوات، لكن هذه التجربة لم تُثبِت فعاليتها في لبنان وخصوصاً بعد انتشار وباء كورونا الذي كشف المستور من متاهات المدارس الخاصة واقساطها الجهنميّة حيث كان من الضروري ايجاد وسيلة لاستكمال المنهج التعليمي للطلاب بعد جائحة كورونا التي اصابت العالم بأسره.
ولكن لبنان ليس مجهّزًا لهذه الطرق التعليمية المتطورة في ظل غياب السياسات التعليمية المختصة واعتماد سياسة التسويف من قبل الدولة في ما يخصّ التعليم عن بعد. اما معالي وزير التربية فأقل ما يُقال انه متواطئ مع اصحاب المدارس ويخضع لمصالح المحيطين به بينما يدفع التلامذة والاساتذة ثمن هذه المماطلة.
ونسأل: هل نحن في دولة ام في مزرعة، ولماذا لم يبدأ الوزير حتى الان بتجهيز مناهج تواكب التعليم عن بعد، وهل سنبقى تحت وطأة نور الجهل؟
اليوم على أهالي التلامذة أن يقفوا في وجه كارتيل المدارس الخاصة ويرفعوا الصوت ويطالبوا بحقّهم في ظل الظروف الصعبة التي يتخبّط بها لبنان مع غياب الدولة والوزارات، فكيف لاولادنا ان يتعلموا عن بعد في ظل غياب خطة تعليمية ملائمة، فالأزمات المتتالية اقتصاديّا واجتماعيًّا أثّرت سلبًا على صحة التلميذ النفسية حيث يشكو الاهل من عدم قدرة أولادهم على استيعاب الدروس عن بعد، إمّا بسبب صعوبة الشرح أو بسبب الانترنت المتقطع وانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمرّ.
التّلميذ، الأهل، الأستاذ، ضحايا هذه الدولة وهذا الزمن المادي. التعليم أصبح تجارة وليس رسالة... إلى متى سيستمرّ جشع وطمع أصحاب المدارس الخاصة؟!