برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط
برييفيك الشرق الأوسط

"صليبي مخلص" هكذا يصف نفسه٬ أصولي يميني من هواة الصيد وألعاب الفيديو العنيفة.

معاد للأجانب بشكل عام والمسلمين بشكل خاص٬ يقول عنه بعض أخصائيو علم النفس الجنائي أن لديه على الأرجح كره دفين وسخط لا يمكن تصوره وطاقة اجرامية متفجرة للغاية.

انه اندريس بيرينغ برييفيك Anders Behring Breivik ٬ 32 عاما٬ الذي قتل 76 شخصا على الأقل في النروج تحت شعار "انقاذ المسيحية في أوروبا من المد الاسلامي".

البعض وصفه بالنسخة المقابلة من أسلوب "أسامة بن لادن" ولكن بنكهة اوروبية معاكسة إلا أن المؤكد ٬ هو أن برييفيك قد كشف الوجه الآخر للصورة التي ينظر بها العالم الى الدول الاسكندنافية خصوصا ٬ والدول الغربية عموما ٬ من تطور مدني وقبول للآخر.

برييفيك وقبل تنفيذه الجريمة في أوسلو ٬ كان قد أصدر منشورا غير متماسك تطرق فيه إلى الحملات الصليبية٬ الوجود المسيحي في العالم٬ والزيادة السكانية غير المراقبة للمسلمين في أوروبا عن طريق الهجرة٬ كما خصص لبنان بقسم كبير منه شارحا فيه أسباب تقلص الوجود المسيحي في هذا البلد ٬ ومفصلا مراحل الحرب الأهلية التي بدأت عام 1975 واستمرت 15 عاما ما دفع مليون مسيحي لبناني على الأقل إلى مغادرة البلاد.

الوجود المسيحي في لبنان والشرق الأوسط اشكالية طرحها برييفيك في منشوره وهي فعلا موجودة ٬ لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو٬ عن أي وجود مسيحي نتكلم؟

هل هو الوجود المسيحي الباهت٬ الذي يكتفي بتأمين المستلزمات الحياتية من أجل البقاء؟ أم هو الوجود المسيحي الديناميكي٬ الحر٬ الفاعل الذي يتساوى بشكل كامل في الحقوق والواجبات مع أي طائفة أخرى؟

بالعودة إلى التاريخ، يتبين لنا أنه عندما اختارت نخبة مسيحية أن تكون رائدة في النهضة والحداثة حجزت موقعا متقدما. وكان لها حضور حضاري متميز. وعندما اختارت الحل العسكري تحولت ميليشيا ألغت بعضها بعضا، فكانت نكبة على المسيحيين وعلى المجتمع ككل.

ففي لبنان، ساهمت سياسة استنزاف المسيحيين على الصعد كافة خلال السنوات المنصرمة، والتي لم تكن وليدة صدفة بل هي مخطط مقصود من عقول وقوى مظلمة بهدف ترحيل المسيحيين تدريجيا من هذا البلد.

في فلسطين، ألغى الإحتلال الإسرائيلي الوجود المسيحي الذي كان له دور طليعي في الثورة الفلسطينية.

في العراق أيضا كان للمسيحيين حضور متميز مع النظام البعثي السابق، وهم يواجهون راهنا مصيرا صعبا في ظل الإحتلال الأميركي.

إلى بلاد الشام حيث الحضور المسيحي يشارك في السلطة، لو بشكل نسبي، نتيجة وجود نظام يسعى الى أن يكون علمانيا.

وأخيرا في مصر أزمة طائفية متفاقمة بعد سقوط الناصرية وتوقيع معاهدة سلام مع إسرائيل.

أما في الدول العربية الأخرى، فيتباين وضع المسيحيين وفق طبيعة الأنظمة وفاعلية الحركات التكفيرية.

بعد برييفيك٬ لم تعد العاصمة النروجية اوسلو تلك المدينة الحالمة الهادئة التي يعرفها الجميع بل بدت أقرب الى مدينة حرب مجروحة ومدمرة فجعها هذا الحادث في أعز ما تملك وهو الأمان والهدوء والاستقرار٬ فهل سنرى نسخة لبنانية أو شرق أوسطية لبرييفيك تهز الأمن والاستقرار وتهدد التعايش الذي لطالما افتخر به اللبنانيون٬ لا سيما بعد هدر حقوق المسيحيين والاطاحة بمراكزهم عنوة في بلد يعتبر "مهد المسيحية" الشرق أوسطية؟

فلنتدارك هذا الوضع الدقيق ولنعد لكل صاحب حق حقه.