يُحزنني المسيحيّون في لبنان!
لا إن تصارعوا، فرحوا.
ولا إن تصالحوا، فرحوا.
منهم مَن يعيش دائمًا على فتات الحقد، وكأنّهم ممسوسون بروح التفرقة.
بينهم كُثُر مثلُ الابن الأكبر، لا يفرحون لعودة أخيهم، أخيهم الذي كان ميتًا فعاش وضالاًّ فوُجد.
قليلون من ساسَتِهم يركنون إلى ضميرهم، المختوم بميرون الروح، ومعظمهم يُديرون آذانهم لهذا وذاك، وكأنّ هذا وذاك مؤتَمَن على "وطن الرسالة" أكثر منهم.
مخجل هذا الواقع!
ربّما لا يعلمون ما جاء في كتابهم من أنّه من العار عليهم أن يحتكموا لدى الغرباء:
"أَوَ ما تعلمون أنَّ القدّيسين سيَدينون العالم؟
وإذا كنتم أَنتم ستَدينون العالم، أفتكونون غير أَهلٍ لإنشاء أَصغرِ المحاكِم؟
أما تعلمون أنّنا سنَدين الملائكة؟
فما أَولانا بِأَن نحكم في أمور الحياة الدنيا!
وإذا احتجتم إلى محاكم لأمور الحياة الدنيا فأجلسوا فيها أصغرَ مَن في الكَنيسة!
لإخجالكم أقول لكم ذلك!
"أفليس فيكم حكيم واحِد بوسعه أن يقضيَ بين إخوته؟"
(القدّيس بولس: 1كورنثس 6: 2-5).
آخ ما أبعدنا عن كلام الرسول !
الصغير فينا يدين الملائكة، بينما رَبعُنا يطوفون الأرض ليستعطوا مكسبًا من هنا ومصلحةً من هناك.
ساستُنا تحت حُكم الإنجيل، لا خارجه.
فليصغوا ولو لمرّة لصوت الله فيهم...
وإلاّ لا مجد للبنان بعدُ كي يُعطى لهم.