سأعلن ترشّحي لرئاسة جمهورية وطني، سأعود، لأنّي سئمت المشهد من فوق. انحرافكم أثار اشمئزازي، مصالحكم الضيّقة هي التي تطغى عليكم... نسيتم من "أنا" ومن "أنتم"، نسيتم القافلة التي أقلّتنا الى حيث نحن، لتتمكنوا من البقاء حيث أنتم…
تستذكروننا بين الحين والآخر، لكن عبثاً تحاولون، فالدقائق التي تستذكروننا بها لم تكن كافية لايقاظ ضمائركم النائمة.
ما يؤلمني اليوم، لم يكن مشهد ابنتي تتزوج من دوني، حالي كحال جميع الآباء الشهداء الذين رحلوا عن بناتهم وأبنائهم ونسائهم.
ما يؤلمني ويُبكيني من حيث أنا، هو انكم نسيتم أنكم راحلون، وان القضية هي التي ستبقى، وان ما تفعلونه اليوم، سيحافظ على وجود أولادكم، واخوتكم، ومواطنيكم.
ما تفعلونه اليوم، لن ينبت اليوم، لكنه سيكون درع الغد...
تصرفاتكم تُفتّتكم كما تُفتت أعماق قلبي، انشغالاتكم بالسلطة الفانية، تشرذمكم.
الـ"أنا" تسيطر على وجدانكم وكيانكم حتى بتّم أسرى مرتهنين...
حرامٌ عليكم ما تفعلونه، حرامٌ محو بلدكم عن خريطة الشرق الاوسط. ما تفعلونه يا "رفاق"، سيلغيكم ويلغينا، ويلغي مساحة الـ 10452 كلم2 التي استشهدنا لأجلها...
دماؤنا تجفّ، صوتنا يخفت... يقولون الشهيد يبقى حياًّ أبداً، لكن عينيّ تعبتا من رؤية الاخطاء الفادحة التي ترتكبونها، بحق لبنان واللبنانيين، بحقّ أطفالنا وشبابنا، وبحق أمهاتنا وآبائنا، بحق أنفسكم وبحقّنا...
"شبعنا" من هرطقاتكم وتمثيلياتكم، "شبعنا" من زبالتكم التي "زيّنت" لبنان، وحوّلته الى صورة عن وجوهكم المقرفة...
لا تتحدثوا عن حكومة لم تنشئوها يوماً!
لا تتحدثوا عن طاولة "حوار" فارغ!
أين المؤسسات التي تضمن الاستمرار للدولة؟
أين القانون الذي يطبق على الجميع بعدل ومساواة؟
أين فرص العمل التي يجب ان تكون مؤمنة لأولادنا الذين يهاجرون يوميّا الى المجهول؟
لا تتباهوا باتفاقاتكم الممسرحة، والاهمّ الاهمّ، لا تستذكرونا بعد اليوم، فنحن نستحي بكم، ولا ننتمي إليكم... انتم لا تشبهوننا، أنتم لستم لبنانيين...
سأعلن ترشّحي لرئاسة جمهورية وطني ولا يهمّني صوتكم، قافلة الشهداء ستكتمل في البرلمان بالآلاف... وسنفوز ونؤلف حكومة شريفة، لبنانيّة تشبه لبنان الذي من أجله استشهدنا...