كتبت ديمة حسين صلح:
دخل لبنان مرحلة الانهيار الكبير مالياً، اقتصادياً، اجتماعياً واخلاقياً، بعدما تفلّت وباء الكورونا واجتاح معظم المدن والقرى اللبنانية والتغاضي من قبل الجهات المسؤولة عن صحة المواطن والاستخفاف، سواء في رعاية وضع المرضى في المستشفيات او بالتلقيح وتأمين اللقاحات واعتبار الوفيات اليومية ارقاماً جافة خالية من اي حس إنساني او تعاطف.
ومما يزيد الأمور سوءًا تطنيش رؤساء الجمهورية، الحكومة والمجلس النيابي والنواب والوزراء وإدارة الظهر وصم الأذان لكي لا يسمعوا صراخ الناس منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ حتى الآن، لا سيما بعد الارتفاع الجنوني لسعر الدولار وانهيار العملة الوطنية، حيث أصبح اللبنانيون عاجزين عن تأمين رغيف الخبز والدواء و المواد الغذائية.
جعلت السلطة السياسية من اللبناني فقيراً جائعاً ومتسولا بينما هم وزبائنيتهم يمعنون في سرقة ما تبقى من أموال في البنك المركزي تحت عناوين مختلفة (شراء الفيول وغيره ).
ان الوباء الفعلي الذي يضرب الشعب اللبناني يتمثل بهذه المجموعة الفاسدة والقاتلة والناهبة لاموال اللبنانيين، وتستمر في سياساتها من دون خجل كأن الشعب اللبناني يعيش برغد ووفرة، وتستمر السلطة السياسية أيضا في تعطيل تشكيل الحكومة لأن مكوناتها تسعى لتكريس المحاصصة والتعطيل، وكأن لبنان لا يعيش أزمات تهدد وجوده واستمراره كوطن سيد، حر ومستقل.
لقد أمعن أركان الحكم وأحزابه في رفضهم كل المبادرات والنداءات والصراخ في الشوارع والساحات، لا سيما مبادرة البطريرك بشارة الراعي الداعية للحياد وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة بعد فشل محاولاته تقريب وجهات النظر بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري للتوافق على تشكيل الحكومة بعد أشهر من التكليف، إلا أن حزب الله لن يسمح للبطريرك بإزالة شعبية الغطاء المسيحي عنه والمتمثل بالتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية المحسوب عليه و ذلك لحسابات متعلقة بالأكثرية الانتخابية في ٢٠٢٢.
ان مبادرة الراعي ودعوته المجتمع الدولي لحل أزمات لبنان المستفحلة انما تعني التحرر من الوصاية الإيرانية. فحزب الله الذي لم يوفر طريقة لإجهاض تحركات الثورة رغم كل الانهيار الذي وصلت اليه كافة القطاعات في لبنان الا انه يستغل هذه الفوضى لإبقاء لبنان تحت دائرة نفوذ (ولاية الفقيه) ولو كلف هذا تجويع اللبنانيين وانهيار البلد كما هو حاصل الآن.
يتجاهل حزب الله طبيعة تركيبة لبنان القائمة على التنوع والتوازن ويتغافل عن فترة الازدهار والاستقرار التي مر بها البلد جراء ارتضاء الطوائف "التكاذب الوطني" تحت شعار التعايش والتعاون واقتناع الدول الكبرى بضرورة تحييد لبنان لما فيه من مصلحة للجميع وخير مثال اجتماع الرئيسين فؤاد شهاب وجمال عبد الناصر والاتفاق على تحييد لبنان. وان رفضه القاطع للمبادرة (اي الحزب) هي المقدمة الطبيعية للحرب الأهلية فهو يدرك تماماً، كما أميركا وإسرائيل، أن الحرب الأهلية هي الوسيلة المؤكدة لانهائه واضعاف الشيعة، وهو الامر الذي لا يتحقق لا بعدوان إسرائيلي ولا بترك لبنان ينهار تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية.
إن محاولة اي طائفة الإخلال بالتوازن يؤدي إلى حرب أهلية لا غالب فيها بل الجميع سيخسر وهذا بناء على الكثير من التجارب التاريخية.
من هذا المنطلق، يتوجب على الثوار والنخب السياسية المعارضة والمعترضة على السلطة القائمة توحيد صفوفها وشعاراتها ومطالبها واعلان مبادرتها بوضوح، وبذلك يمكن الرد على تجاهل المسؤولين للمطالب المحقة، لأن السلطة مستمرة في المقامرة بالوطن إلى النهاية بناءً على تعب المطالبين بالإصلاح وتراجعهم والقبول بالوضع القائم، لكن تناست أنّ الجائع لن يسكت والكرامة دونها الحياة...
ومما يزيد الأمور سوءًا تطنيش رؤساء الجمهورية، الحكومة والمجلس النيابي والنواب والوزراء وإدارة الظهر وصم الأذان لكي لا يسمعوا صراخ الناس منذ ١٧ تشرين ٢٠١٩ حتى الآن، لا سيما بعد الارتفاع الجنوني لسعر الدولار وانهيار العملة الوطنية، حيث أصبح اللبنانيون عاجزين عن تأمين رغيف الخبز والدواء و المواد الغذائية.
ان الوباء الفعلي الذي يضرب الشعب اللبناني يتمثل بهذه المجموعة الفاسدة والقاتلة والناهبة لاموال اللبنانيين، وتستمر في سياساتها من دون خجل كأن الشعب اللبناني يعيش برغد ووفرة، وتستمر السلطة السياسية أيضا في تعطيل تشكيل الحكومة لأن مكوناتها تسعى لتكريس المحاصصة والتعطيل، وكأن لبنان لا يعيش أزمات تهدد وجوده واستمراره كوطن سيد، حر ومستقل.
لقد أمعن أركان الحكم وأحزابه في رفضهم كل المبادرات والنداءات والصراخ في الشوارع والساحات، لا سيما مبادرة البطريرك بشارة الراعي الداعية للحياد وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة بعد فشل محاولاته تقريب وجهات النظر بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري للتوافق على تشكيل الحكومة بعد أشهر من التكليف، إلا أن حزب الله لن يسمح للبطريرك بإزالة شعبية الغطاء المسيحي عنه والمتمثل بالتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية المحسوب عليه و ذلك لحسابات متعلقة بالأكثرية الانتخابية في ٢٠٢٢.
يتجاهل حزب الله طبيعة تركيبة لبنان القائمة على التنوع والتوازن ويتغافل عن فترة الازدهار والاستقرار التي مر بها البلد جراء ارتضاء الطوائف "التكاذب الوطني" تحت شعار التعايش والتعاون واقتناع الدول الكبرى بضرورة تحييد لبنان لما فيه من مصلحة للجميع وخير مثال اجتماع الرئيسين فؤاد شهاب وجمال عبد الناصر والاتفاق على تحييد لبنان. وان رفضه القاطع للمبادرة (اي الحزب) هي المقدمة الطبيعية للحرب الأهلية فهو يدرك تماماً، كما أميركا وإسرائيل، أن الحرب الأهلية هي الوسيلة المؤكدة لانهائه واضعاف الشيعة، وهو الامر الذي لا يتحقق لا بعدوان إسرائيلي ولا بترك لبنان ينهار تحت وطأة الأزمة المالية والاقتصادية.