مُدن "السنّيّة السياسيّة" وكراهية الطوائف
03 Sep 202207:27 AM
مُدن "السنّيّة السياسيّة" وكراهية الطوائف

أيمن جزيني

أساس ميديا
كتب أيمن جزّيني في "أساس ميديا":

غيرُ خافٍ أنّ مشروع "السّنّية السياسيّة"، الاقتصادي-السياسي-الاجتماعي، حمل التباساً طائفياً لطالما ساكَن القوى السياسية اللبنانية على اختلاف مصادرها النظريّة. لكنّ هذا الالتباس لا يحطّ من قدر المشروع وحامليه وروافعه التاريخية.

واقع الأمر أنّ القوى السياسية جميعها، في البلد، تعاني من هذا الالتباس. وبعضها طائفي المبنى والمعنى من دون التباس أصلاً. والحال أنّه لم يعُد ثمّة مكان في البلد يولد فيه التيار العابر للطوائف والمذاهب. فمنذ انتهاء الحرب الأهليّة وانتقالنا إلى ما يشبه "السلم المسلّح" في أواخر ثمانينيّات القرن الماضي، كان واضحاً للعيان أنّ الرحم التي كانت تحضن جنين التيارات السياسية العابرة للطوائف والمناطق أُصيبت بأضرارٍ كبيرة، ذلك أنّ هذا التيار ينمو في المدن المتنوّعة المشارب والمذاهب والطوائف والاتّجاهات.

و"السُنّيّة السياسية" بمعناها الضيّق تتّصل اتّصالاً وثيقاً ببيروت المدينة، أهلاً واجتماعاً واقتصاداً. الطائفة السُنّيّة لم تُنشىء "ميليشياها الفعليّة". ما نشأ على ضفاف "اليسار اللبناني" و"المقاومة الفلسطينية" كان ادّعاءً سقط في أوّل امتحان. وهو فعليّاً "سقوط" أراده مقرّرو هذه الطائفة وممسكو أعنّتها على امتداد مُدنهم ومعهم بعضٌ من ريفهم. والقابضون على هذه الأعنّة كانوا بالتعريف أهل بيروت ونُخبها وعائلاتها.

محاكاة أدوار المدينة هو فعليّاً سؤال في "السنّيّة السياسية"، لأنّ أهل المدن اللبنانية سُنّةً. وهو أيضاً سؤال في اقتصاد البلد. السُنّة كانوا من بُناتِه. القادمون من خارج المدن دمّروه. بعضهم فعل ذلك كراهيةً. آخرون ارتكبوا ما ارتكبوا كيداً، لكن من دون الحلول محلّ أحد. كانوا حَمَلة مشاريع عسكرية ترى في السياسة، لكنّها حاسرة النظر في الاقتصاد والاجتماع. والسُنّة بوصفهم "أهل دولة"، لم يتعارض مشروعهم مرّةً مع الدولة الجامعة. ميليشيات الطوائف الأخرى كانت مشاريعها على الضدّ من الأبنية الدستورية والحقوقية. في التاريخ الحديث يمكن الركون إلى تجربة ميشال عون العسكري في اليرزة وصولاً إلى "حزب الله" اليوم، مروراً برئيسَيْ "حركة أمل" و"الحزب التقدّمي الاشتراكي". مجدّداً هم أهل عسكر وشيء من السياسة. السياسة، وهدفها الدولة على معناها العريض، تشتغل على المدن وازدهارها. هذا لم يحصل مع المدن اللبنانية كحاملة للاقتصاد. مُرعب أن تصبح طرابلس مثلاً عبئاً على الاقتصاد الوطني.

لقراءة المقال كاملاً: https://www.asasmedia.com/news/393888