شادي الياس
خاص موقع Mtv
لم يعد السّؤال عن اتّجاه لبنان في المستقبل مجرّد دردشة أو وجهة نظر. لقد بات هذا الموضوع مطروحًا بقلق في الدّول القريبة والبعيدة والدّول الصّانعة للقرار.
إلى أين يسير لبنان حقّاً؟ للأسف، لا يوجد الكثير من التّفاؤل ولو كان البعض مستبشرًا خيراً في التّغيّرات المتحولة.
هناك تحدّيات داخليّة وخارجيّة. داخليّاً وبعد انقلاب موازين القوى بين الدّولة والدّويلة وإمضاء الدّويلة على اتّفاق وقف إطلاق النّار الذي كان ليولّد سلاماً داخليّاً وحدوديّاً، سواء أكان جنوبياً أم شرقياً، لو أنّه يطبّق بجدّيّة، فإنّ استمرار النّشاطات المزعزعة للاستقرار سواء بمتابعة التّسلّح والتّنظيم أم في الاغتيالات الإسرائيليّة الشّبه يوميّة والتي تشكّل خرقاً فاضحاً للسّيادة اللبنانيّة والقرار الأممي الشهير يبقي لبنان غير مستقرّ.
إقليميّاً وخارجيّاً، هناك محاولة جدّيّة من الطّرف اللبنانيّ، سواء في نشاط رئيس الجمهورية أم وزير الخارجيّة في محاولةٍ لوقف إطلاق النّار واستعادة لبنان لدوره العربيّ والعالميّ، ولكن لا يزال هناك أطراف مزعزعة للاستقرار تعبث في الأمن القوميّ للبلاد وتضرب مقوّماته السّياحيّة والاقتصاديّة...
لا يمكن تجاهل التّأثيرات الإقليميّة والدّوليّة على الوضع اللبنانيّ الذي يمكن الرّهان عليه، والى ما ستؤول المفاوضات الإيرانية الأمريكيّة، إنّ تراجع إيران عن نشاطها التّوسّعيّ يوقف الضّربات الحاليّة على اليمن، واذا لم تتراجع فستتوسّع الضّربات لتطال الحشد الشّعبيّ العراقيّ، وطهران نفسها سيتمّ ضربها.
لذلك تجد الأجيال الشابّة في لبنان نفسها أمام مستقبل غير واضح الرّؤية على المدى القريب، ولكن يمكن للبنان أن يستعيد عافيته مستفيداً من عامل الوقت لكي تستعيد الدّولة سلطتها وهيبتها على كامل التّراب اللبنانيّ وحدوده، لذلك الحلّ في لبنان ليس مستحيلاً بل قريبًا جداً، اذا كان هناك إرادة حقيقيّة في الحكومة الحالية.