شأنه شأن اي زعيم عربي رحل في غفلة من الزمن تبقى ظروف القاء القبض على القذافي واعدامه فورا احد اهم الاسرار التي ستدفن معه.
شهد العالم العربي قبلا رحيل صدام حسين وكأن القاء القبض عليه في ذلك البئر الجاف في تكريت لم يأت صدفة، وظروف اعدامه قبل ساعات من بلوغه السن التي يمنع من خلالها اعدامه امر غريب ومثير للتساؤلات.
بعد سقوط طرابلس في آب الماضي ظلت مدينة سرت مسقط رأس القذافي احد الجيوب القليلة التي تحصنت فيها "كتائب القذافي" لتشكل مع بن وليد حصنان عسكريان ممانعان يمهدان لانطلاق حرب العصابات في كل ليبيا.
شنت قوات المجلس الوطني الانتقالي هجمات عديدة خلال الأسبوعين الماضيين على المدينة وتمكنت بعد جهود وخسائر بشرية عديدة من دفع مقاتلي القذافي ناحية البحر.
وتركزت مقاومة عنيفة من جانب القذافي في الحي الثاني شمال غربي المدينة, في حين تحدثت انباء غير مؤكدة أن بعض القوات الموالية للقذافي حاولت في الساعات الأولى من يوم الخميس الهروب من المدينة.
وكشف قائد الحرس الخاص بالعقيد الليبي معمر القذافي منصور الضو اللحظات الأخيرة في حياة القذافي في مدينة سرت الخميس، مؤكداً أن القذافي لم يكن مسؤولا عن إدارة العمليات العسكرية في سرت.
وأضاف: "إن نجل القذافي معتصم هو الذي كان يتولي العملية العسكرية في مدينة سرت"، موضحاً أن العقيد الراحل كان متوتراً بسبب تطورات الموقف لكنه لم يكن خائفا".
قائد حرس القذافي الذي وقع في الأسر، وفي مقابلة خاصة مع قناة "العربية"، تحدث عن اللحظات التي سبقت مقتل القذافي مباشرة، فقال: "قررنا الخروج من مدينة سرت إلي منطقة جارف بعد أن أصبحت المنطقة غير آمنة، وكانت قوات الثوار تحاصر الحي الذي كنا نقيم فيه بالكامل".
واشار إلي حدوث اشتباكات عنيفة جرت بين القوات التابعة للقذافي وبين الثوار، التي شنت غارات دمرت الآليات والمركبات التي كانت بحوزة قوات القذافي، مما اضطرها للترجل والسير في مجموعات كل مجموعة على حدة.
وأشار الضو إلى أنه كان مع مجموعة تضم القذافي ووزير دفاعه السابق أبوبكر يونس، وعدداً محدوداً من المقاتلين، عاجزاً عن تحديد ما حدث قبل مقتل القذافي مباشرة، لأنه كان مصاباً في ظهره وغائباً عن الوعي، وموضحاً أنه بعد سقوط العاصمة طرابلس وخروج أركان النظام منها ذهب إلى سرت ووجد القذافي هناك أيضاً. وأضاف: "في البداية كان هناك مؤيدون للقذافي ومدافعون عنه في المدينة، ولكن مع الاشتباكات والحصار بدأت العائلات في النزوح عن المدينة".
وكشف الضو إنهم كانوا يقيمون في سرت في منازل ويبدلون إقامتهم من وقت لآخر، إلا أنه في الأيام الأخيرة، ومع حصار مدينة سرت وقصف الحي الثاني الذي كانت تقيم فيه مجموعة القذافي، غادرت الحي باتجاه منطقة جارف.
وبشأن طريقة إرسال القذافي الأحاديث الصوتية إلي قناة "الراي"، قال الضو إن القذافي كان يسجل كلمته وخطاباته عبر الهاتف النقال "الثريا" ويرسلها إلي قناة "الراي" لأنها كان الوسيلة الوحيدة والمتاحة له لعدم وجود إذاعات.
ورداً على سؤال بشأن قيام قوات القذافي بقتل أكثر من 50 ألف ليبي منذ بداية الثورة، أنكر الضو هذه الاتهامات، قائلاً: "إن القذافي كان لديه تمكنيات متكررة الى الليبيين لحقن الدماء، لكن للأسف لم تحقن الدماء ومات كثيرون من كل أبناء الشعب الليبي" على حد زعمه.