فادي شهوان
تشهد اروقة القصور والمقرات حركة سريعة ومتواصلة من اجل تشكيل الحكومة وبات الحديث عن قرب رفعها من قبل الرئيس المكلف الى رئيس الجمهورية للموافقة عليها، بانتظار الـ Final Touch على بعض الحقائب لهذا الحزب او ذاك.
لكن ثمة بعض الأسئلة يجب طرحها أمام الرأي العام:
ما الذي تغير منذ أواخر ايار حتى منتصف تشرين الاول على صعيد القوى الداخلية، ولماذا ما بات مقبولا اليوم كان مرفوضاً ومتعثراً منذ 5 اشهر؟
لماذا رفع الجميع سقوف مطالبه وشنّ حملات اتهامية على الآخرين، وسحبها اليوم من التداول؟
ما الذي حصل حتى وقعت معركة طاحنة بين التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي على مواقع التواصل الاجتماعي وصلت شظاياها الى الشارع في الجبل وهددت المصالحة المسيحية الدرزية، ثم هدأت؟
لماذا وقعت اشتباكات في الشويفات فأوقعت ضحيّة على خلفية نتائج الانتخابات النيابية في الشارع الدرزي، بين البيك والمير؟ ماذا حصل حتى طرح ارسلان مبادرة للقاء جنبلاط برعاية رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف؟
لماذا انقطع التواصل وتوترت العلاقة بين الرئيس المكلف ورئيس تكتل لبنان القوي؟ وماذا حصل حتى عادت حرارة التواصل؟
لماذا وقعت حرب الصلاحيات بين الرئاستين الاولى والثانية ما اقتضى استنفاراً سياسياً على خطوط التماس الطائفي ولماذا هدأت؟
لماذا سقطت المصالحة المسيحية المسيحية وسقط معها تفاهم معراب، ووقعت حرب لا هوادة فيها بين جيشي "القوات" و"التيّار" الإلكترونيين، وسقطت الهدنة بين طلاب الفريقين فدارت اشتباكات في الجامعة اليسوعية؟
لماذا أسقطت ذكرى ١٣ تشرين 2018 الخطوط الحمر بين القوى السياسيّة بعدما سقطت الخطوط الحمر الإقليميّة والدوليّة العام ١٩٩٠؟
ما الذي تغيّر من ٥ اشهر حتى اليوم على الصعيد الداخلي حتى سقط لبنان في أتون المجهول وتراجع الاقتصاد وهدّدت الليرة؟ هذا يؤشر الى ان القوى السياسية غير مؤهلة وهي مستعدة لتهديد اللبناني في استقراره وسلمه وحياته ومستقبله ومعيشته وبيئته وخدماته... من اجل لا شيء!
أخّرتم تشكيل الحكومة ٥ اشهر من دون أن تحقّقوا شيئا على صعيد توزيع الحصص وأوصلتم لبنان الى المجهول. أوصلتم اللبناني الى اليأس لأنّ هذا الوطن لن يستكين ولن ينتعش، وكما قال المندوب الفرنسي بيار دوكان: هذا البلد غير قابل للإصلاح، فهل أتت كلمة السر من مكان ما حتى أضيء الضوء الأخضر للاتفاق على تشكيل الحكومة؟
عَلّ الرأي العام اللبناني يدرك ان كل شىء مهدّد، ويستطيع أيّ مسؤول أن ينسف المصالحات والتسويات والاتفاقات او يتلاعب بها.
في أيّ حال ليس المهم ان تُشكّل الحكومة وتتوزّع القوى السياسيّة مقاعد المجلس الوزاري، بل المهم ان يتفقوا على ضرورة النهوض بالبلد ووضع خطة إنقاذيّة حتى يعود الأمل لينبض في قلوب اللبنانيّين!