كتب كبريال مراد في موقع mtv:
تستمر الساحة المسيحية بالتخبّط على وقع التوجهات المختلفة الى حدّ التناقض. ويواصل معها الواقع اللبناني تأزّمه وانتظاراته التي لا تبشّر بالخير في غياب الحلول العملية.
ولا شيء يمنع انهيار الليرة من مواصلة الجنون وكسر الأرقام القياسية، طالما أن الحلّ أولاً وأخيراً في السياسة قبل الاقتصاد والمال. ومفتاح كل الحلول انتخاب رئيس للجمهورية.
لقد حاولت بكركي، في الأسابيع الأخيرة، جمع أهل البيت على طبقٍ رئيس يتعدّى الاستحقاق الرئاسي الى البحث في مصير الكيان اللبناني. لم تلق البطريركية المارونية أجوبةً ايجابية على مسعاها، فلم تيأس. وانطلاقاً من أنها تعتبر نفسها "ام الصبي" للبنان الكبير، واصلت المشاورات البعيدة من الإعلام، شاملة رؤساء الأحزاب والتيارات السياسية وعدداً من النواب المعنيين. ومرة أخرى، لم تصل الى ما يمكن التعويل عليه لتكوين أرضية مسيحية مشتركة، تمهيداً لالتقاءٍ وطنيٍّ أوسع.
وتشير المعطيات الى أن خيبة الأمل الثانية هذه في غضون أسابيع لن تجعل بكركي تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحصل. فهي واثقة من أن استمرار الشغور سيزيد الأمور تأزيماً وتعقيداً للحلول. لذلك، ستبقى تبادر مسيحياً ووطنياً، بأشكالٍ مختلفة، وهي ستسعى في الأسابيع القليلة المقبلة الى دق الأبواب الفاتيكانية لتفعيل الاتصالات مع دول القرار حتى لا تختنق التجربة اللبنانية في مستنقع اللامبالاة الإقليمية والدولية، كما ستتحرّك باتجاه الديبلوماسية العربية، وشخصيات وازنة من خارج الساحة المسيحية.
في الأيام الماضية، خرج أحد زوار الصرح البطريركي بانطباع مفاده "أنّ الكنيسة المارونية آسفة على حال أبنائها السياسيين أصحاب القرار المفترض. فهم، وعلى رغم المخاطر كلّها، يتصرفون كأصحاب مصالح، لا حاملي استراتيجية تحافظ على الدور والحضور والتأثير لعقودٍ الى الأمام".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك