استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، النائب السابق والأمين العام لمجلس الوزراء سابقا الدكتور عمر مسيكة يرافقه نجله وليد رجل الأعمال في دولة الإمارات المتحدة.
بعد اللقاء قال الدكتور مسيكة: "تشرفت اليوم بزيارة سماحته لتقديم الشكر الكبير والامتنان العظيم على تفضل سماحته لمشاركته الكريمة في حفل تكريمي وتقديم كتابي "حتى لا يضيع وطني"، وتفضل سماحته انه خصني في كلمته الرائعة والرامية، واعتز بها وأعطاني فيها شهادة وطنية كبيرة، عندما قال عني "كنت الحارس الأمين لمصالح رئاسة مجلس الوزراء، والقضايا والمسؤوليات التي تحملها، واستطاع بكفاءته وعلو همته ان يرفع مقام الأمانة العام لمجلس الوزراء، بحيث اصبح مرجع الجميع، مع كل ما يعود الى الشأن العام في البلاد".
واستقبل المفتي دريان وفدا من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين. وبعد اللقاء باسم الوفد علي فيصل: "اللقاء مع سماحته تركز على نقطة رئيسية خاصة بالتطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية، وبشكل محدد مشروع الرئيس الأمريكي التصفوي للحقوق الفلسطينية الذي بدأه باستهداف رأس هرم الحقوق الفلسطينية حينما أعلن اعترافه بالقدس عاصمة للدولة اليهودية، وأقرّ بنقله سفارته من تل أبيب الى مدينة القدس معتقداً أنه بجرَّة قلم يستطيع أن يمحو تاريخ هذه المدينة ومكانتها السياسية والسيادية والروحية لدى شعبنا الفلسطيني وشعوب أمتنا العربية وشعوب العالم أجمع. ويحاول الآن أن يُستكمل هذا المشروع التصفوي بالنيل من حق العودة للاجئين الفلسطينيين بالتحلّل التدريجي من التزاماته الدولية تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، وتخفيض منسوب المساهمة الأميركية، وأيضا في تغطية مباشرة للسياسة الإسرائيلية التي تتحلّل من كل قرارات الشرعية الدولية، وتغطي نفسها بالموقف الأميركي، وتلجأ إلى ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة التي بنت عليها المستوطنات والجدار، وأيضا إخراجها من دائرة التاريخ الفلسطيني، وضمها لدولة إسرائيل لقطع الطريق على قيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وبالتالي وضع السيادة الإسرائيلية بين مزدوجين على كل الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يعني إعادة تنظيم الاحتلال لخدمة تطوير دور إسرائيل الإقليمي، وفتح الطريق أمام مؤتمر إقليمي يجري فيه تطبيع العلاقات".
وتابع: "أكدنا في هذا الموقف أننا ندعو القمة العربية القادمة الى دعم الشعب الفلسطيني بتوفير كل الإمكانيات المادية خاصة لابناء القدس، ووقف أي عمليات تطبيع والضغط على الولايات المتحدة المريكية للتراجع عن هذا القرار لضمان عروبة وسيادة ومكانة القدس الدينية والسياسية على مختلف المستويات. وأيضا دعونا الى ضرورة التمسك بحق عودة اللاجئين الى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية. نحن بالنسبة لنا، نقدر عالياً الموقف الرسمي اللبناني للرؤساء الثلاث، وأيضا للأحزاب اللبنانية، ورؤساء الطوائف الروحية، وللقمة الروحية، ولسماحة المفتي دريان الذي بذل جهدا ولا زال، ويعتبر ان القدس قضيته الأولى، وهذا امر يُقدّر له من شعبنا الفلسطيني ومن انتفاضته ومقاومته . وهذا عهدنا به ان نستمر في هذا السياق".
وختم قائلا: "اكدنا له باننا نسعى بكل الوسائل لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية لانها الدرع الحصين لمقاومة شعبنا وانتفاضته في مواجهة الاحتلال، لان خيار المواجهة هو الخيار الحاسم الذي يمكننا من انتزاع حقوقنا وصيانة القدس وعروبتها وتحقيق حلمنا بإقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين الى ديارهم".