لم تكن الفضيحة الجنسية التي إنغمس فيها مدير وكالة الإستخبارات الأميركية CIA الجنرال المستقيل دايفيد بترايوس الأولى من نوعها وهي طبعاً لن تكون الأخيرة لا في سجل الولايات المتحدة الأميركية فحسب بل في سجلات كل الدول وقادتها عبر التاريخ.
الرئيس الفرنسي Félix Faure مات في شباط من العام 1899 بين أحضان عشيقته على فراش سريره الرئاسي داخل قصر الإليزيه بعد تناوله جرعات من ما كان يعرف بمقويات جنسية في ذلك العصر ... الصحف الفرنسية كتبت صبيحة موت الرئيس: "مات Faure بسبب تضحياته الكبرى لـ Venus إلهة الحب". وبعد مئة وعشرة أعوام على فضيحة سيد الإليزيه ، أخرجت فضيحة جنسية دومينيك ستروس كان من السباق إلى الرئاسة الفرنسية، فالمدير السابق للبنك الدولي إتهم في العام 2011 بالإعتداء جنسياً على عاملة فندق في نيويورك ليتبين لاحقاً أن في القضية تواطؤاً لتشويه سمعته.
لائحة الرؤساء والقادة الذين طاردتهم لعنة شهواتهم الجنسية تطول وقد لا تنتهي:
الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون تورط مع Monica Louinsky المتدربة في البيت الأبيض وشغلت قصتهما الإعلام العالمي والرأي العام وإنعكست على صورته كرئيس للولايات المتحدة من دون أن يتنحى أما رئيسُ الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو برلسكوني فحفل سجله بفضائح جنسية متتالية وحفلات مجون وليال حمراء ساخنة حتى وُصف بالسياسي المتقدم في السن وهاوي معاشرة القاصرات.
عربيا، هوس عائلة القذافي الجنسي لم يقتصر على الزعيم الراحل معمر القذافي بل ذاع صيت أبنائه أيضاً في فضائح وسهرات مع بنات هوى أنفقوا خلالها ملايين الدولارات ... شأنهم شأنَ أبناء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين عدي وقصي اللذين تحولت مغامراتهما أفلاماً في هيوليود. وقبلَ أسابيع ، إنتقلت عدوى الفضائج الجنسية إلى الجنس اللطيف إذ إعترفت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة ورئيسة حزب كاديما جهاراً بأنها مارست الجنس مع مسؤولين عرب بهدف الحصول على المعلومات.
قد ترتبط الفضائح الجنسية بشخصية القائد ونزواته ليؤكد لنفسه أنه ينال كل ما يشتهيه ، وربما تكون نتاج حبكة إستخباراتية محكمة وتوقيت مدروس لكن الأكيد أنها تدمر صورة قادة ومرشحين لمناصب حساسة تماماً كما حصل مع مدير الـ CIA الطموح الذي توقع له كثيرون دخول البيت الأبيض في المستقبل واللافت أن الفضيحة جاءت عشية مناقشة الكونغرس الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي وإتهام وكالة الإستخبارات بالتقصير.