نشرت صحيفة "الجمهورية" "التقرير الكامل لكلّ ما حصل في طرابلس، وذلك نتيجة التحقيقات الرسمية التي أجريت حيث تجمّعت العناصر الكاملة التي قادت الى المواجهة بين مرافقي وزير الشباب والرياضة فيصل كرامي ومجموعة الإسلاميين الذين تقدّمهم مرافقو الشيخ حسام الصباغ".
وأفادت المعلومات أنّ "الصدفة هي التي قادت الى المواجهة في لحظة اختلطت فيها أجواء التحدّي والاحتقان بالعصبية على وقع الاستنفار، وهو ما أدّى إلى تبادل لإطلاق النار بين مرافقي كرامي والإسلاميّين، وهم معروفون من بعضهم البعض بالأسماء".
اضافت: "في التفاصيل أنّه قبيل الساعة الثانية عشرة ظهراً، غادر كرامي مكتبه في كرم القلة متوجّها الى صلاة الظهر فاصطدم بمجموعة من الإسلاميين في محيط ساحة عبد الحميد كرامي، المعروفة اليوم بساحة النور، حيث كانت منطقة الاعتصام، فتحوّل الموكب الى شارع فرعي، فاصطدم بمجموعة أخرى من المتوجّهين الى الاعتصام، فتجنّب الصدام بهم متابعاً طريقه باتّجاه الشمال، الى ان اصطدم مرّة أخرى بمجموعات كبيرة من الإسلاميين المتوجّهين من باب التبانة جنوباً باتّجاه ساحة الاعتصام في ساحة النور، يتقدّمهم عدد من قادة الجمعيات والمشايخ، ومن أبرزهم الشيخ الصباغ. فانحرف الموكب باتجاه اليسار نحو منطقة الروكسي لكنّه لم يكمل الطريق بل سلك باتجاه إشارة عزمي مرّة أخرى، ومن بعدها توجّه في مفرق باتجاه اليسار".
وتابعت: "هنا، حاول مرافقو كرامي فتح الطريق بينما كان معظم المشاركين في الإعتصام قد تجمّعوا عليها، فترجّل أحد المرافقين من السيارة التي تتقدّم الموكب محاولاً فتحها ولمّا فشل سحب مسدّسه مطلقاً رصاصتين في الهواء، فردّ مرافقو الشخصيات الدينية وممّن كانوا من بين المتظاهرين برشقات ناريّة في الهواء فوقع الإشكال واستنفر الجميع، فتطوّر الأمر من إطلاق النار في الهواء إلى إطلاق نار مباشر استهدف بشكل غزير السيارة الأولى التي كانت تتقدّم موكب كرامي والتي كان يستقلّها مطلق النار، ما أدّى الى إصابة ركّابها الأربعة فتركوا السيارة وتبدّل مسار موكب كرامي على عكس ما كان متوجّهاً. وعندما غادر مرافقو كرامي سيّارتهم سُمع دويّ انفجار قنبلة أُطلِقت باتجاه السيارة الخالية من ركّابها الجرحى فانفجرت بداخلها واشتعلت فيها النيران".
ولفتت المصادر الأمنية لـ"الجمهورية" الى ان "المسلحين الذين تبادلوا إطلاق النار ليسوا مجهولي الهوية وقد تمكّن كلّ من كان في ساحة المواجهة من التعرّف اليهم جميعاً من طرفي الإشكال" وأشارت الى انّ "الحصيلة انتهت الى خمسة جرحى، أربعة من مرافقي كرامي (أحدهم إصابته خطيرة وقيل إنّه دخل مرحلة الموت السريري) وخامس من مرافقي الشيخ الصباغ".
وأشارت التحقيقات النهائية الى أنّه "لولا أجواء الإحتقان في المدينة لما جرى تبادل إطلاق النار، فالمواجهة فيها ليست بين الإسلاميّين وكرامي، لكنّ أجواء التشنّج تسبّبت بما حصل قبل ان تطوّق الإتصالات التي أجرِيت سريعاً الحادث وتطوي ردّات فعل كانت هي الأسوأ لو لم تنجح اتصالات التهدئة".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك