بضع دقائق قد لا تكون كافية لإعطاء المدينة حقها.
فعدد الآثار فيها يحصى بالمئات، ما يجعل من طرابلس المدينة الأولى بثروتها التراثية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، والثانية بآثارها المملوكية بعد القاهرة.

هنا حي النوري. أرقى منطقة في ذلك الزمان. عند مدخلها، يقع الجامع المنصوري الكبير. يعد من أعظم المساجد منذ القرن الثالث عشر. وهو أكبر وأقدم جوامع المماليك في لبنان. يتميز بهندسة عربية، حيث البناء المسطح مع السقف المفتوح وبركة الوضوء في الوسط.

قبل المغادرة، لا بد من النظر إلى هذه المقرصنات المملوكية القديمة، تقابلها المشربية، وهي أشبه بنافذة كانت تطل منها النساء، لترى من يقف عند الباب للدخول.   

على بعد خطوات من هنا، تصل إلى الحمام النوري، وهو من الاقدم في المنطقة. رغم الإهمال الذي يلحق بالمكان، إلا أنَّ الحمام القديم يتميّز بهندسة تدفع الزائر إلى الدخول، لرؤية غرف مختلفة، تمثل المراحل الثلاث التي كان يمر بها الزبائن قديما. واللافت، عادات اجتماعية اشتهر بها الحمام.

وإلى الأسواق المتخصصة التي تشتهر بها طرابلس.
هي كثيرة، أبرزها سوق الصاغة. ومنها إلى سوق العطارين. بالقرب من هنا، عدد من الخانات، منها خان الصابون. في المدينة أيضًا، أزقة وأحياء ضيقة، وكنائس مختلفة أبرزها يتجمع في حي النصارى.
آثار لا تنتهي... وعلى حد قول العارفين بتاريخ المدينة، أعطوا طرابلس قليلا من الامن وخذوا ما يدهش العالم.