تفاقم السجال الخلافي الحاد بين وزراء جبهة النضال الوطني وتكتل الإصلاح والتغيير، والذي برز على نحو غير مألوف في جلسة مجلس الوزراء الاربعاء، إلى حدّ دفع الرئيس نجيب ميقاتي للانفعال على غير عادته، موجهاً للفريقين عبارات وصفت بأنها شديدة الوضوح باتجاه الكف عن جعل الحكومة عبارة عن حكومات، وهي العبارة التي تلفظ بها الوزير غازي العريضي أثناء سجاله مع الوزير جبران باسيل حيث ارتفعت اصواتهما إلى خارج القاعة.
وإذا كانت أوساط وزارية تعتقد أن هذه السجالات انتهت مع نهاية الجلسة، وأنها بحسب ما أكد رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية لن تؤثر على وضعية الحكومة، طالما أن الفريقين محكومان بالتعايش في ظل "المساكنة المفروضة" عليهما، وأن ما جرى كان بمثابة "ردّ الصاع" من قبل وزراء عون على خلفية "الصاعين" اللذين وجههما وزراء جنبلاط لخطة الكهرباء في حينه، فإن أوساطاً وزارية شيعية أبدت استياءها من توتير الأجواء في مجلس الوزراء، وتكرار السجالات في كل جلسة، الأمر الذي من شأنه أن يعيد تكرار تجربة حكومة سعد الحريري، لجهة ضرب الإنتاجية، خصوصاً وأن حكومة ميقاتي التي احتفلت بمرور مائة يوم على ولادتها، بالكاد استطاعت أن تنجز مشروع الكهرباء وتصحيح الأجور وما زال أمامها الكثير من الملفات العالقة، وأهمها الموازنة والتعيينات وقانون الانتخاب.
وكشفت مصادر اشتراكية لصحيفة "اللواء" عن أن الحزب التقدمي الاشتراكي أجرى تقييماً سريعاً لما جرى الاربعاء، وتوصل إلى تقدير مؤداه أن "إشارات خارجية" وراء الحملة التي شنّها الوزيران باسيل وشربل نحاس على أداء الوزيرين العريضي ووائل أبو فاعور، مما دفع العريضي إلى ضرب انتقادات باسيل بعرض الحائط، متحدثاً من طرابلس عن "الذهنية" التي تتحكم بالوزيرين، لافتاً إلى أن "الحكومة ليست بخير ويمكن أن تكون منتجة ومتماسكة أكثر بكثير"، ومنتقداً أداء مجلس الوزراء الذي يعقد جلستين في الأسبوع من التوصل الى اقرار جدول اعماله في اي مرة، متسائلاً: "هل تريدوننا ان نضحك على الناس؟!".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك