عشرة أشهر ونيف على الازمة السورية، وآلة القتل مستمرة. لا من يسمع استغاثة السوريين وإصرارهم على النفاذ من النظام القائم والمستمر منذ عام 1971، ولا من يحميهم من أنياب العنف والقمع الذي لا يميز بين دين أو طائفة.
وعشية تصويت مجلس الامن على مشروع قرار بشأن سوريا، لم يطق الجيش السوري الانتظار وكأن القتل بات إدمانا وهوسا بكل صارخ للحرية، فشن ليل الجمعة السبت قصفا مدفعيا على مدينة حمص أوقعت أكثر من 340 قتيلا و1300 جريح بجسب ما أعلنه المرصد السوري لحقوق الانسان حتى لحظة إعداد هذا التقرير ما يشير إلى إمكان زيادة هذا العدد.
ولفت المرصد في بيان إلى سقوط 138 قتيلا في حي الخالدية بينهم نساء واطفال، و79 اخرين في احياء الانشاءات وباب الدريب وباب السباع وبابا عمرو والبياضة ومدخل جورة الشياح في حمص.
كما ادى القصف الى سقوط ألاف الجرحى بحسب المرصد الذي تخوف من ارتفاع الحصيلة اكثر بسبب وجود عدد كبير من الاصابات الحرجة، مناشدا "ابناء الشعب السوري في مختلف المحافظات بالنزول الى شوارع المدن والقرى والانتفاض في وجه النظام الذي يرتكب مجزرة حقيقة الان في مدينة حمص".
ووصف المرصد السوري لحقوق الانسان ما شهدته حمص ليلا بانه "مجزرة حقيقية"، مناشدا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "التدخل الفوري لدى النظام السوري من اجل وقف شلالات الدماء في سوريا".
وعرضت القنوات الاخبارية العربية مشاهد لضحايا القصف في حي الخالدية في حمص تظهر جثث قتلى داخل منازلهم قضوا في الغارات التي تشنها القوات السورية على المدينة.
وفي تعليق له على التطورات الاخيرة في حمص، اعتبر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد "كشف عن وجهه الحقيقي" من خلال "المجازر" التي ارتكبها في حمص، معتبرا ان "نظام دمشق يعيش ساعاته الاخيرة امام ثورة الشعب وألا وسيلة اخرى لوقف القتل سوى اسقاط النظام وازالته من الوجود".
ولاحقا، اعلن المرصد ان "شبانا غاضبين احرقوا مبنى السفارة السورية في القاهرة بعد ان اطلق عناصر امن السفارة الرصاص الحي على سوريين تظاهروا احتجاجا على مجزرة حمص".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك