بعد استقالة الحريري... إليكم مؤشرات "الجولة" الجديدة
14 Nov 201700:27 AM
بعد استقالة الحريري... إليكم مؤشرات "الجولة" الجديدة
الراي الكويتية
لم يكد رئيس الحكومة سعد الحريري أن "يضع النقاط على الحروف" في ما خص استقالته التي "علقتْ" منذ إعلانها في محاولاتِ "محو" أبعادها السياسية ضارباً موعداً مع عودة أكيدة الى بيروت "خلال يومين او ثلاثة" على قاعدة الاستفادة من خطوته التي أرادها لإحداث "صحوة وصدمة إيجابية" وبلوغ "تسوية نهائية حقيقية مع حزب الله بالموضوع الإقليمي" والترجمة الفعلية لشعار "النأي بالنفس"، حتى برزتْ إشاراتٌ "سريعة" من طهران والحزب تشي ببدء رسْم "السقوف" والخطوط الهجومية والدفاعية لمرحلة انطلاق المفاعيل السياسية للاستقالة التي لم يعد ممكناً "ارتهانُها" تحت عنوان "العودة أولاً" الذي رفعه الحُكم في لبنان و"اختبأ" وراءه حلفاء إيران في بيروت.


ولم يكن أكثر تعبيراً عن عملية "إعادة التموْضع" من ايران و"حزب الله" بملاقاة إطلالة الرئيس الحريري ليل أول من أمس، للمرة الأولى بعد إعلانه استقالته من الرياض في 4 تشرين الثاني الجاري، من إعلان الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن "استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري كانت فجائية للغاية ومشبوهة".


ولا يمكن قراءة هاتين الإشارتيْن من خارج زاويتيْن تؤشران على "نقلة جديدة"على "رقعة شطرنج" المواجهة السعودية - الإيرانية التي جاءت استقالة الحريري على وهجها:


* الأولى أن الحريري مهّد لعودةٍ ترتكز على الانتقال من "ربْط النزاع" مع "حزب الله" الى "النزاع السياسي" لوقف تدخُّله في شؤون الدول العربية ومعالجة موضوع سلاحه ببُعديه الاقليمي والداخلي، مع تأكيد أن استقالته لا تعني سقوط التسوية التي كانت أنهتْ الفراغ الرئاسي بمقدار ما أنها "هجوم بالانسحاب" على قاعدة تحسين شروط هذه التسوية وتحصينها بعدما اختلّت على مدى عام لمصلحة "حزب الله" وجرّ لبنان الى المحور الإيراني ومنْح الحزب فرصة التدارُك ولا سيما في ما خصّ تدخله في اليمن قبل ان تنلفت الأمور من امكانات المعالجة لبنانياً، بما يعني إطلاق رئيس الحكومة المسار السياسي للاستقالة، التي اعترف ضمْناً بأنها ليست نافذة دستورياً إذ لم يقدمّها الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفق العرف وجهاً لوجه.


وحتى الباب الذي تركه الحريري مفتوحاً أمام إمكان التراجع عن الاستقالة على قاعدة "أن نحترم النأي بالنفس... بما يعني انه لا يمكننا ان نرى فريقاً في لبنان موجود في اليمن أو في أماكن أخرى، أو ننجر إلى علاقات مع النظام السوري"، بدا برسْم رئيس الجمهورية الذي، وفي موازاة تأكيد رئيس الحكومة المستقيل على العلاقة الجيدة جداً معه، دعاه الى حوار حول "سلاح حزب الله وهذا امر يقرره رئيس الجمهورية". علماً ان النائب عقاب صقر (من كتلة الحريري) ربط العودة عن الاستقالة بأن "يبدَّل حزب الله استراتيجيته في المنطقة التي جرت الويلات على لبنان ويوقف تدخله باليمن وسورية والبحرين والكويت، وإلا مفاعيل الاستقالة حاصلة".


* والزاوية الثانية إكمال الرياض اندفاعتها بوجه إيران عبر طلبها عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية مستوى وزراء الخارجية العرب حُدد موعده الأحد المقبل لمناقشة "كيفية التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية"، وهو ما يؤشّر على فصْل جديد في المواجهة بين المملكة وطهران التي اكتسبت بُعداً أكثر خطورة بعد "العمل الحربي" الذي تمثل في إطلاق ميليشيات الحوثي في اليمن صاروخاً بالستياً باتجاه الرياض.