لا يتوقع لبنان أن تنتج القمة العربية الدورية الـ23 التي ستعقد غدا الخميس في بغداد لمدة ثلاث ساعات أي قرارات ذات شأن وفاعلية، بسبب المشاركة المتدنية على مستوى زعماء الدول القادرين على اتخاذ قرارات وازنة. وعلى الرغم من هذا الاقتناع، حرص رئيس الجمهورية ميشال سليمان على المشاركة شخصياً بحيث يتوجه غدا الى بغداد مع وفد يضم وزيري الخارجية والمغتربين عدنان منصور الذي سبقه امس الى العاصمة العراقية، ووزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس. لم يتردد سليمان في ترؤس الوفد على الرغم من الخطر الامني المحدق قبيل اجتماع وزراء الخارجية اليوم الاربعاء، وقرر التوجه الى بغداد بعدما تلقى معلومات امنية لا تخلو من الإشارة الى الاخطار الحقيقية والممكنة، بدليل ان السلطات العراقية المختصة اتخذت اجراءات امنية غير مسبوقة، ليس فقط في القمم العربية السابقة، بل في القمم العالمية، وبلغ عدد القوات المولجة مهمة حماية القمة مئة الف مع آليات في فندق الرشيد حرصا من القيادت العراقية على قدرة الحكومة الاولى على توفير الامن لمثل هذا الحدث.
وعلمت "النهار" أن رئيس الجمهورية ميشال سليمان سيلقي كلمة مهمة أمام المؤتمرين غدا الخميس، يركز فيها على دور جامعة الدول العربية وضرورة الاسراع في معالجة الازمة السورية لاستعادة دورها في المنطقة ووقف العنف واعتماد الحوار بين السلطة والمعارضة، مشدداً على أهمية التنوع في المنطقة والتحول نحو الديموقراطية.
وقال وزير مشارك في اعمال القمة طلب عدم ذكر اسمه، ان ما يؤسف له هو التغيب المتعمد لرؤساء الدول، فيما وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي حضروا ثمانية اجتماعات عادية وغير عادية لمجلس وزراء الخارجية العرب تناولت الازمة السورية. كما أن رؤساء القمة الاوروبية يشاركون في الاجتماعات التي تعقد من دون تغيب.
وعزز اسفه بعرض سريع للمشاركين في معلومات جديدة تلقاها من السفارة اللبنانية في العراق مؤداها، ان المشاركين من قادة الدول هم، الى الرئيس سليمان، كل من أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد، ورؤساء السودان عمر البشير، تونس المنصف المرزوقي، اليمن عبد ربه منصور هادي، الصومال شيخ شريف شيخ أحمد، جيبوتي اسماعيل احمد غيلله، جزر القمر اكليل ظنيني (اول الواصلين الى بغداد منذ يوم الاثنين، علما ان العراق نقل آخر ثلاث رؤساء في اللائحة على متن طائرات خاصة استأجرها الى بغداد لارتفاع كلفة سفرهم غير المتيسرة في ميزانيات دولهم، والسلطة الفلسطينية محمود عباس وليبيا رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل. وستتمثل سائر دول مجلس التعاون، باستثناء الكويت، بسفراء لدى الجامعة كالسعودية أو مختارين من دوائر الخارجية. ويترأس وفود كل من مصر محمد كامل عمرو والجزائر وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي.
ويرى أن القمة من دون سوريا ليست بقمة، وهي التي تجتاز مؤامرة وسط الاشتباكات الدموية المستمرة على الرغم من "المبادرة العربية" التي دعت الى وقف فوري لاطلاق النار والى الحوار لحل المشكلة، وسقوط تلك المبادرة وعجز مجلس الامن عن اتخاذ أي قرار بوقف العنف، وقبلت الحكومة السورية بمهمة كوفي أنان منتدبا من الامينين العامين للامم المتحدة بان كي – مون ولجامعة الدول العربية نبيل العربي. وأكد أن القمة ستتناول الازمة المستمرة بين السلطة والمعارضة ولن تؤدي الا الى تأييد مهمة انان التي لم تبدأ فعليا حتى ما قبل التئام القمة.
وذكر أن القضايا الاساسية كفلسطين ومحادثات السلام متوقفة، وأهم ما يمكن أن تتخذه القمة اتخاذ خطوات عملية لوقف تطويق القدس بالمستوطنات. أما بالنسبة الى لبنان، فالقرار تكرار دعمه لانهاء الاحتلال الاسرائيلي والضغط على اسرائيل لوقف خروقها الجوية والبرية والبحرية للقرار 1701، ودعم استقراره الامني والسياسي والوقوف الى جانبه في المحافل الدولية.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك