اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، أن "تركيبة هذا البلد معقدة جدا، وعندما نتحدث دائما عن الوفاق الوطني وعن الديمقراطية التوافقية، نقصد أن هذه الأعمدة المختلفة المؤلفة لـ17ـ طائفة و200 حزب وآلاف الشخصيات، لا يمكن أن تسير عجلتهم إلا بحد أدنى من التوافق، وإلا تكفي جهة واحدة لتخرب كل شيء تحت عنوان استهداف الطائفة أو المذهب أو الجماعة أو الأقلية. من هنا عملنا في لبنان صعب ومعقد، ومن الخطأ أن تنظروا إلينا كيف نعمل في داخلنا وفي واقعنا وفي ما نملك فيه قرارنا، لأننا عندما نعمل مع الآخرين في موقع الدولة التي هي مسؤولية الجميع، بالتأكيد سيكون السقف منخفضا أكثر فأكثر تبعا لتحقيق القدر الممكن من الوفاق الوطني".
أضاف: "الحكومة الموجودة حاليا هي حكومة الاستقرار السياسي بامتياز، وأي خيار آخر لا يمكن أن يعطي الاستقرار السياسي بالدليل والبرهان، ولكن، مع أننا نرى هذه الإيجابية الكبيرة لهذه الحكومة، فهي غير معفية من مسؤولياتها تجاه الناس في قضايا الكهرباء والمستشفيات والمدارس والشؤون المجتمعية المختلفة، وفي قناعتنا أن هذه الحكومة، على تركيبتها ووضعها، بإمكانها أن تقدم أكثر، لكن بطبيعة الحال حسابات مكوناتها هي التي تسبب هذه الفرملة وتؤدي إلى بعض الانعكاسات السلبية.
نحن كحزب الله نقوم بأقصى جهد لتذليل العقبات، ولتقريب وجهات النظر".
الى ذلك، تطرق الى الازمة السورية قائلا "منذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها الأزمة في سوريا، كنا نقول كـ"حزب الله" الحل السياسي هو الحل وأي حل آخر لا ينفع، والحل السياسي مبني على الحوار بين النظام والمعارضة ومكونات الشعب السوري، ومبني على إجراء إصلاحات وتعديلات في النظام تترك الفرصة للجميع أن يشاركوا في صناعة مستقبل سوريا من دون أي تدخل خارجي، ومن دون استخدام السلاح الخارجي لقلب النظام، أو بالاعتداء على الآخرين، وكان يقال لنا: لا، هناك قرارات دولية تريد أن تقلب النظام في سوريا ولا يمكن أن يقف أحد أمام هذه القرارات، تبين بالدليل العملي أن سوريا لا يصلحها إلا الحل السياسي، وها هي خطة أنان مبنية على الحل السياسي، وللأسف الخسائر التي بذلت في سوريا كانت بسبب هذا التدخل والتآمر الدولي، ولو كانوا دخلوا في الحل السياسي من البداية لوفروا على سوريا الكثير الكثير".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك