جذبت عملية مصادرة بحرية الجيش اللبناني باخرة محملة سلاحاً في المياه الاقليمية اللبنانية تدعى "لطف الله" – 2، إهتمام الدول الكبرى، والعربية المعنية بالازمة السورية. فطلب معظمها من سفرائها المعتمدين لدى لبنان جمع معلومات عن تلك الباخرة لمعرفة مرسلها والجهة المرسلة اليها. فحصل استنفار، ولا سيما على مستوى الملحقين العسكريين المعتمدين في بيروت بهدف الاستقصاء السريع لتبليغ الحكومات.
وافادت مصادر ديبلوماسية في بيروت "النهار" أن هناك إعجابا دوليا وسوريا بنجاح البحرية اللبنانية في مصادرة 150 طنا من السلاح والذخائر مرسلة الى سوريا، على الرغم من الامكانات العادية المتوافرة لديها، لجهة الزوارق وحداثتها وتجهيزاتها القادرة على استكشاف محتويات الحاويات.وعزت هذا الاعجاب الى صحة المعلومات الاستخباراتية والسرعة في التنفيذ والمهارة التي ابداها مغاوير البحر.
واستغربت عدم ضبط السلاح وتمكن قبطان الباخرة من اجتياز مسافة طويلة وميناء الاسكندرية دون معرفة الاجهزة الامنية المختصة بحمولتها ولا حتى قوة "اليونيفيل" البحرية عندما بدأت بعبور المياه الاقليمية التي تحتسب 12 ميلا من الشاطىء اللبناني. كادت "لطف الله" - 2 ان تصل الى مرفأ طرابلس اللبناني لو لم تحتجزها بحرية الجيش قبالة مرفأ سلعاتا، بعدما كانت قد إنطلقت من مرفأ طرابلس الليبي.
ونقلت عن تلك المصادر ان مسؤولي الدول الكبرى والامم المتحدة والامين العام وقيادة قوات حفظ السلام في نيويورك، يريدون ان يعلموا ما اذا كانت دول عربية تقف وراء إرسال تلك الاسلحة، وهي التي جاهرت بتشجيع أفراد المعارضة على التسلح، وأعربت عن استعدادها لتمويل من يقاتل النظام الحاكم الذي تعارضه بقوة.
واشارت الى ان القيادة الليبية الجديدة هي ضد الحكومة السورية بسبب العنف الذي تستعمله ضد المعارضة، لكنها سألت هل هذا الموقف يمكن ان يؤدي الى السماح بارسال السلاح الى سوريا، ام ان السلطات الليبية الامنية والجمركية ليست على علم بشحنة الاسلحة عن تقصير ام عن قصد، وهذا ما سيظهر من خلال الاتصالات والتحقيقات الجارية سواء في طرابلس الغرب او لبنان؟
ولفتت الى ان إنشاء القوات الدولية البحرية العاملة في المياه الاقليمية هو في محله، ولعلّه من الاساسيات التي ارتكز عليها القرار 1701 في نهاية حرب تموز على لبنان عام 2006 من اجل منع ادخال السلاح الى غير القوات العسكرية النظامية ومصادرة البضائع الممنوعة. غير ان اسرائيل خرقت هذا القرار في 4/11/2009 عندما اعترضت مجموعة من البحرية التابعة لجيشها سفينة تجارية تحمل اسم "فرانكوب" قرب قبرص كانت ترفع علم انتيغوا، ثم فتّشتها فعثرت على معدات عسكرية مخبأة في شحنة مدنية بعد إقتيادها الى ميناء اشدود. ووصفت تلك المجموعة ما عثرت عليه من سلاح بأنه "يخرق التوازن". واتهمت ايران بأنها وراء ارسال الاسلحة الى سوريا لتحويلها الى الحزب برا. واستغلت الدولة العبرية ما صادرته من اسلحة للتضليل والتضخيم، بعدما نفى ذلك كل من وزيري خارجية البلدين آنذاك.
وقالت مصادر قيادية لدى سؤال "النهار" عن مصير كميات الاسلحة المصادرة: "من أحقّ من الجيش اللبناني بها؟ وهو بحاجة الى المزيد. ولفتت الى ان الجيش اثبت مهارة في العديد من المجالات بشهادة الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون الذي يثني في تقاريره الى مجلس الامن على الدور البناء والمساعد والمساند للقوة الدولية العاملة في الجنوب في تثبيت الامن والاستقرار واجتثاث اي صدامات محتملة مع السكان. ولذا دعت الى الاسراع في تسليح قطاعاته من دون تردّد، نظرا الى المهمات الجسام التي تنتظره.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك