استغرب مسؤول أمنيّ رسمي استباق البعض نتائج التحقيق بشأن باخرة السلاح "لطف الله 2"، ومسارعته إلى تحديد الجهات المسؤولة، "لأنّنا في هذه الحال ننطلق من فرضيّات وتوقّعات عدّة، فإذا كنّا سلّمنا جدلاً أنّ هذه الأسلحة مرسلة إلى المعارضة السورية بقصد دعمها في مواجهة النظام السوري، فإنّنا في الوقت نفسه، لا يمكننا أن نغفل "العامل التجاري" في هذا السياق، لأنّ تطوّرات الأوضاع الأمنية في المنطقة، خصوصاً في سوريا، أنعشت الروح في "سوق السلاح"، بحيث عاد تجّار الأسلحة ومهرّبوها إلى مزاولة مهنتهم واستئناف نشاطهم وتحرّكاتهم. وقد أكّدت معظم التقارير الواردة إلى عدد من الأجهزة الأمنية عودة هذه التجارة بفعل التطوّرات والأحداث الأمنية في سوريا، كما أنّ عمليّات التهريب والتجارة والبيع يشارك فيها الجميع ومن جنسيّات مختلفة من دون استثناء، كونها تجارة مربحة وتؤمّن الكسب الماديّ السريع".
وكشف المسؤول في تصريح لـ"الجمهورية"، أنّ الباخرة "لطف الله 2 " ليست الأولى، "فقد وصلت معلومات إلى الأجهزة الأمنية منذ شهر تقريباً، عن إبحار باخرة محمّلة بالسلاح والذخائر من ليبيا في اتّجاه لبنان، وقد عملت مجموعة من تجّار الأسلحة على نقل محتوياتها، بالتعاون مع عدد من المهرّبين، وتمكّنت الأجهزة من الحصول على أسماء متورّطين في هذه القضية، وتقوم القوى الأمنية بالتحرّي والبحث عنهم.
إلّا أنّ أوساطاً قريبة من الأكثرية في لبنان، اعتبرت أنّه "أيّاً كانت التفاصيل، فمن الواضح أنّ جهات لبنانية ترتبط بمرجعيّة خليجية بالاتّفاق مع جهات من المعارضات السوريّة قد دبّرت عملية شراء الأسلحة وشحنها إلى لبنان، وتشير محطّات الباخرة التي تنقّلت من ليبيا إلى مصر وتركيا، قبل أن تبحر نحو لبنان إلى أنّ تنظيم "الأخوان المسلمين" والقوى التكفيرية الوهابية المتطرّفة، هما طرف مباشر في عملية إرسال الأسلحة إلى الشمال اللبناني، وقد حظيت بتسهيلات إقليمية في الموانئ التي جالت عليها قبل أن تقع في قبضة الجيش اللبناني".
ويرى مسؤول في حزب لبنانيّ وسطيّ لصحيقة "الجمهورية"، في موضوع الباخرة "لطف الله 2" مؤشّراً حقيقيّاً على "أنّ الوضع في سوريا ذاهب الى التصعيد، فلا يهمّ من هي الجهة التي كانت تنتظر حمولة الباخرة، بل الأهمّ في الأمر أنّ ظاهرة تدفّق السلاح تحمل في طيّاتها سلسلة من التفسيرات، خصوصاً أنّ تقارير ديبلوماسية حملها سفير دولة أوروبّية أشارت إلى أنّ عدداً من رجال الأعمال السوريّين المعارضين في الخارج، وفي إطار سعيهم إلى ترجمة القرار العربي بتسليح المعارضة السوريّة، أنشأوا صندوقاً ماليّاً، سيعود ريعه لإسقاط النظام في دمشق مهما كلّف الأمر... و"لطف الله "2 خير دليل والآتي أعظم".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك