يستعد الفنان يحيى الفخراني لتقديم مسرحية "الملك لير"، للمرة الثالثة في مشواره الفني، وذلك على خشبة المسرح القومي، خلال الأيام القليلة المُقبلة، بعد فترة تأجيل تجاوزت ستة أشهر، لعدم الانتهاء من التجهيزات، وتحديدًا الديكور والملابس، موضحًا أنّ "المسرح القومي لا بد أن يقدم الأعمال الكلاسيكية، سواء كان عربيًّا أو غربيًّا".
وأوضح الفخراني، في مقابلة إعلامية له، من داخل المسرح القومي، أنّ النص الأصلي لمسرحية "الملك لير" عبارة عن 5 فصول كاملة، إلا أنه يختصرها في فصلين فقط، مُبررًا ذلك بقوله: "لن يستطيع الجمهور مُشاهدة عرض مسرحي لمدة 5 ساعات متواصلة، لذا نختصره في فصلين على امتداد 3 ساعاتٍ تقريبًا، يتخللها استراحة وحيدة، بين الفصل الأول والثاني، خاصة أنه عرض صعب جدًا ثري بالرقصات والاستعراضات".
وأضاف أنه يعتمد على ترجمة فاطمة موسى، للنص الأصلي، كونها الترجمة الوحيدة التي تصلح لتقديمها على خشبة المسرح، عكس الترجمات الأخرى، لافتًا إلى أنّ المخرج شادي سرور، سيُقدم في النسخة المرتقبة من "الملك لير"، ملابس وأزياء جديدة، مختلفة عن العرضين السابقين اللذيْن قدّمهما من قبل، كما سيُقدم نجومًا جددًا للجمهور، موضحًا: "أحب العمل مع فنانين تكون لديهم اللغة العربية سهلة في النطق، لتوصيل المشاعر والأحاسيس، فهي لغة ثرية، وأقصر الطرق للإيضاح".
وعن غيابه عن الموسم الدرامي الماضي، أوضح يحيى الفخراني أنه لم يتلقَ عرضًا يُشجعه على العمل به، معبرًا عن تعاطفه مع المؤلفين في الوقت الحالي، وذلك لرغبته في تقديم أعمال جديدة، بعدما تناول الكثير من الأفكار خلال مسيرته الفنية الممتدة، موضحًا أن موافقته على مشاركته في أي عمل تظل مشروطة بأن يشعر بأنه مستمتع بهذا العمل، حيث لا يمثل من باب الوجود على الساحة الفنية وحسب، مشددًا على أنه لا يوجد شيء يساوي استمتاع الممثل بالعمل الذي يقدمه.
وتحدث يحيى الفخراني عن الفنان عادل إمام، مؤكدًا أنه صاحب مواقف ووقفات يفخر بها الجميع، "ربما لم يأخذ حقه الكافي، لكنه يُرى جيدًا، وهذا الذي يُرضي أي فنان، وربما أيضًا لا يحبه البعض، لكن الأمر مجرد أذواق، وبالتأكيد هناك من لا يُحبني أنا الآخر"، فيما وصف الفنان الراحل نبيل الحلفاوي، بقوله: "أصدق الأصدقاء، كان صديقًا عزيزًا، وصادقًا جدًا، ولم يكن يتقول بكلمات مجاملة، يعرف الحق جيدًا وبحساب، وكان قريبًا جدًا منّي، وربما أفتقده أكثر من افتقاد أبنائه له".
واستعاد يحيى الفخراني ذكرياته وأبرز محطات حياته، قائلًا إنّ التحاقه بكلية الطب لم يكن نابعًا من شغف حقيقي بالمجال، بل كان مدفوعًا بمجموع الثانوية العامة، مؤكدًا أنه لا يحنّ لمهنة الطب إطلاقًا، متابعًا: "اللي فعلاً ساعدني في التمثيل هو دراستي لعلم النفس، لأنها خلتني أفهم دوافع الشخصيات، وأقرب لمشاعرهم بصدق".
وتطرق إلى ذكريات الجامعة، مشيرًا إلى أن زوجته الكاتبة لميس جابر شاركته التمثيل على مسرح كلية الطب، حيث بدأت ملامح الشغف المشترك بينهما. وفي لحظة إنسانية مؤثرة، روى الفخراني قصة لقائه بالفنان عبد الحليم حافظ، حين التقاه صدفة في المسرح القومي أثناء دراسته الجامعية، وطلب منه أوتوجرافًا من دون أن يملك ورقة أو قلمًا، مضيفًا: "عبد الحليم ما استغربش، بالعكس، قال للناس يجيبولي ورقة وقلم، وكتبلي الأوتوجراف. ومن وقتها اتعلمت أن احترام الجمهور المعجبين واجب".