الصراع الإسرائيلي - الإيراني... التفاوض وإلا!
17 Jun 202515:49 PM
الصراع الإسرائيلي - الإيراني... التفاوض وإلا!

يولا هاشم

المركزية
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، جميع سكان العاصمة الإيرانية طهران إلى "الإخلاء فوراً". وقال ترامب على منصته الاجتماعية تروث سوشال: "كان يجب على إيران توقيع الاتفاق عندما طلبت منها التوقيع. يا لها من خسارة وإهدار للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي. لقد كررتُ ذلك مراراً وتكراراً! على الجميع إخلاء طهران فوراً!". ولم يقدّم ترامب أي تفاصيل حول منشوره.

سريعا بدأت التكهنات حول احتمال تدخّل الولايات المتحدة مباشرة في الحرب، خاصة وان اسرائيل طلبت منها ذلك ومساندة اسرائيل في تدمير المنشآت النووية الايرانية، خصوصًا في ظلّ الحشد الاميركي العسكري، ونقل الجيش الأميركي لعدد كبير من طائرات التزود بالوقود إلى أوروبا، وإرسال حاملة الطائرات الأميركية نيميتز إلى الشرق الأوسط.فما المدى الممكن أن يصل اليه هذا الصراع؟

العميد المتقاعد ناجي ملاعب يقول لـ"المركزية": "صحيح ان التقنيات التي حازت عليها اسرائيل من جميع الدول الغربية إضافة إلى عمل الموساد والعمليات التي قامت بها في ايران أحدث مفاجأة ضخمة جدا للجميع، لكن إذا عدنا الى ما أحدثته حركة "حماس" من مفاجأة، نسأل أين هي "حماس" اليوم. وإذا عدنا الى هتلر عندما دخل الى روسيا واحتل ستالينغراد وكانت مفاجأة للديكتاتور ستالين، نسأل أين هو هتلر اليوم. صحيح ان هذه المفاجأة كبيرة، لكن مفاعيلها انتهت في اليوم التالي. لأن ايران ليست سوريا. الدولة السورية لم تُنتِج خرطوشة واحدة وكانت مرتهنة لايران وروسيا والولايات المتحدة وتركيا وغيرها، في حين أن ايران ليست مرتهنة لأحد وترتبط بعلاقات تقنية هامة جدا مع روسيا والصين، وتُعتبَر الدولة الثانية في احتياطي الغاز في العالم، رغم أنها خاضعة لعقوبات واقتصادها منهار".

ويشير ملاعب الى ان "ايران منذ الثورة، أنشأت الحرس الثوري إلى جانب الجيش الذي لم تكن تثق به وتعتبره ذات تربية غربية وقد يكون مخترقًا، وبالتالي الجهة المكلفة تطوير الاسلحة وبيعها وتزويد الجيش بالاسلحة هو الحرس الثوري. ومن أهم مطلب لايران في المفاوضات إنهاء الحرس الثوري إسوة بإنهاء الحشد الشعبي وحزب الله والقوى الرديفة".

ويضيف: "الموساد وصل واستطاع ان يتحكم، لكن ماذا اليوم، بعدما اتخذت الولايات المتحدة موقفا دفاعيا وليس هجوميا ولم تشارك في الهجوم، وأعلنت علنا بأنها لن تشارك إلا إذا تعرضت، وبعد ان أثبتت طهران بأنها تملك صواريخ، وحددت لأول مرة الهدف الذي ستصيبه ووصلت إليه، وعندما قصفت شركة "رفاييل" وأصابت حيفا والكهرباء وموارد الطاقة وشركة البتروكيماويات، وعندما قصفت السفارة الاميركية ومنطقة غوش دان في تل أبيب وعندما اخترقت أحد صواريخها ملجأ، فهذا يعني ان هناك قدرات بدأت تظهر، وأخرى لم يُعلن عنها بعد".

ويرى ملاعب ان "اسرائيل، رغم كل ما يمكن ان تعلن عنه أو تطلقه أو تقوم به على طهران، لم تحقق حتى الآن هدفا استراتيجياً ولم تستطع القضاء على النووي وباقي الاسلحة. اذا كانت تقول بأنها قضت على 30 في المئة من القدرات الصاروخية، فهذه القدرات الظاهرة، لكن هناك قدرات غير ظاهرة في الجبال، لا ولن تستطيع ان تنهيها وأكبر دليل ما يحصل في اليمن. كل ما هو فوق الارض استطاعت ان تقضي عليه الولايات المتحدة والتحالف العربي واسرائيل، لكن ماذا عن الموجود تحت الارض؟"

ويختم: "عمليا لم تحقق اسرائيل أهدافها الاستراتيجية، وأمامها هدفان، إما ان تستدرج تدخلا أميركيا وإما ان تجلس ايران الى المفاوضات بشكل سلمي. اليوم الاميركي يدعو ايران ان تجلس خلال اسبوع الى طاولة المفاوضات وإلا.. فاوضوا قبل ان تندموا".