طهّرنا من كلّ دنس
07 Jun 202513:49 PM
طهّرنا من كلّ دنس
حلّ يوم الخمسين، ذاك الذي وعدتَنا به، فانتظرناه برجاء، وسعَينا إليه بالإيمان، فهل كنّا له أوفياء؟
ها هو الرّوح المعزّي، الحاضر في الكلّ، المملوء مجدًا، نلجأ إليه ونستدعيه ليسكن فينا، فهل يا ترى صرنا هياكل له، أم ما زلنا غرباء عن حضرته؟

نعم، يا ربّ، وعدتَ ووفيت. سكبتَ من عليائك رحمتك، وختمتَنا بروحك القدّوس، غرستَ فينا الإيمان، وسجّلتنا في سجلّ مراحمك.
أنتَ الملك السماوي، عينك على مملكتك الأرضيّة، فلا تنظر إلى خطايانا وآثامنا، لا تحجب وجهك عنّا، بل ارفعنا من قاع الزلّات، واصغِ لوجع توبتنا.
لقد دنّسنا أرضك، وكسرنا عفّتها، واغتصبنا كرامتها، لكنّ رحمتك لا تُحدّ، فطهّرنا، نعم طهّرنا من كلّ دنس.

احزنّاك فكنتَ لنا عزاء. شردنا فاعدتنا إلى دربك. أغلقنا باب السماء بعصياننا، ففتحته بصليبك ومحبّتك. لبسنا الأرواح الشرّيرة، فأنرتنا بروح الحقّ.
غيّبناك عن أيامنا، فملأتَ الزمان والمكان بكمال صلاحك. رزقتنا الحياة، لكنّنا انحزنا إلى الموت، ومع ذلك، تبقى رحمتك بحارًا لا تُسبر.

لم تتركنا يتامى. أوقدتَ فينا نارًا من علُ، وألهبتنا بعشقك الإلهي. عمّدتنا بمواهبك: بالعلم، بالحكمة، بالمحبّة، بالقداسة، بالحضور الحيّ.
أهّلتنا لصنع الخير، وقدّستنا، لكنّنا ما زلنا نميل إلى الجهل، ونسكن في الغياب، نتمرّغ في الدَّنس، وننطق بالكذب.
وهبتنا شيئًا من أسرارك، فلم نصنها. منحتنا قدرة على التغيير، فاستصغرنا عظمتك. دعوتنا إليك، فاستهوانا البُعد.
جدّدتَنا بروحك، فحنّت قلوبنا إلى القديم. أرشدتنا إلى طريق مسيحك، فتاهت خطانا مع الشرير.
شجّعتنا لنواجه، فاخترنا الهروب. لكن، بفيض رحمتك، طهّرنا من كل دنس.

في عنصرتك، يا مَن جعلتها نارًا تحرق الشرّ، ونورًا يضيء العقول، ولسانًا ينطق بالحقّ،
شدّدنا برحمتك، أهلنا لمراحمك، أغثنا بنعمتك، قدّسنا بيمينك، وخلّص، أيّها الصالح، نفوسنا.