الصبر فضيلة عظيمة في المسيحية، تتجلى في التحلي بالهدوء والثبات في مواجهة الصعاب، والانتظار بثقة في وعد الله. وهو ثمرة من ثمار الروح القدس، يحمل في طيّاته تحمّل المشقّات أو الإزعاج، وانتظار الفرج، كما يتضمّن المغفرة والرحمة في التعامل مع الآخرين.
هذه الفضيلة تقود الإنسان إلى تحمّل الذات والآخرين، والنمو تدريجيًّا في نعمة الله، من خلال الجهد اليومي لحفظ وصاياه وإتمام مشيئته. فالصابرون وحدهم، بحسب المسيح، يُثمرون من بذور كلمة الله المزروعة في قلوبهم:
"بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لوقا ٢١: ١٩)،
"الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ" (متى ١٠: ٢٢).
ويكشف لنا القديس يعقوب في رسالته (١: ١٢) عن المكافأة الكبرى للصبر في الأوقات العصيبة:
"طوبى للرجل الذي يصبر على التجربة، فإنه إذا امتُحن ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه".
أما رسول الأمم، القديس بولس، فقد أوضح لنا ثمار الصبر، قائلًا في رسالته إلى أهل رومية:
"بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رومية ٥: ٣–٥).
الصابر يتزكّى، أي ينجح في امتحان الإيمان، لأنه لم يشكّ في الله أثناء التجربة. والناجح له رجاءٌ أنه سيرث الحياة الأبدية، وكل مَن وضع رجاءه في المسيح لن يخيب. وما يجعلنا نحتمل الضيقات هو الروح القدس المسكوب في قلوبنا، الذي يذكّرنا دومًا بمحبة الله لنا، فلا نخشَ شرًّا.
الصبر على الناس، والصبر على الظروف، معياران أساسيّان ليسلك المؤمن طريق السلام الداخلي. فلا ثمار تُقطف بين ليلة وضحاها، ولا طفل ينمو بسحرٍ، ولا عمل ينجح بلا سهر ومتابعة. حتى علاقتنا بالمسيح تتدرج خطوة فخطوة، وسلّم الفضائل نرتقيه درجةً تلو أخرى. الأمراض تتسلّل إلى الجسد، ولا تفارقه في يومٍ وليلة، وقد تكون مزمنة، تتطلّب جهدًا وصبرًا لا مثيل له.
الصبر على الإنسان، لا يأتي صدفة، بل هو من شيم المحبة التي في المسيح يسوع. وقد شجّع بولس الرسول أعضاء الكنيسة على أن يسلكوا طريق الحياة المسيحية "بصبر، متحمّلين بعضهم بعضًا في المحبة" (أفسس ٤: ٢).
الصبر على الآخرين يتطلّب التسامح، وهي كلمة لم نعد نستخدمها كثيرًا. فالتسامح، وخصوصًا مع مَن نختلف معهم، يتطلب ضبط النفس، والامتناع عن الاستفزاز أو الانجرار إلى جدالٍ عقيم. وهذا يستلزم قدرًا كبيرًا من الصبر والاتزان، لا سيّما في أيامنا، حيث تتزاحم الآراء وتتكاثر النقاشات والمماحكات.
كثيرًا ما يُنظر إلى الوداعة واللطف والتهذيب على أنها علامات ضعف. لكن الامتناع عن الجدال وصنع السلام، يتطلّب قوّة داخلية عظيمة. فالمستفَزّ سريع الغضب، ولسانه يسبق تفكيره. أما الصابر، فممتلئ بنعمة سماوية لا تجعله أسيرًا لغرائزه. وما يخرج من الفم من كلمات مؤذية لا يمكن جمع شظاياه لاحقًا.
الصبر موضوع يحتاج إلى صفحات ومجلّدات. ما ذكرته هنا هو لمحة عاجلة عن أمرٍ نعايشه يوميًّا، في وقتٍ يردّد فيه كثيرون: "إنّما للصبر حدود"، بينما المسيحية تدعونا إلى صبرٍ لا حدود له. ففضيلة الصبر هي أن نحمل صليبنا حتى النهاية، أن نظلّ مصلوبين عليه مهما اشتدّ الألم.
الصبر على الآخرين، ولا سيّما على أبنائنا، وإخوتنا، ومعارفنا، يتطلّب رحمةً، وعطفًا، ورأفةً، ومغفرة. وهي الصفات عينها التي تتجلّى في طبيعة الله المحبّة (١ يوحنا ٤: ٧–٨). وإن كنّا نطلبها بصدقٍ في صلاتنا، ونتوسّل إلى الله أن يمنحنا إياها، فسوف نعاين ثمار الصبر في حياتنا.
هذه الفضيلة تقود الإنسان إلى تحمّل الذات والآخرين، والنمو تدريجيًّا في نعمة الله، من خلال الجهد اليومي لحفظ وصاياه وإتمام مشيئته. فالصابرون وحدهم، بحسب المسيح، يُثمرون من بذور كلمة الله المزروعة في قلوبهم:
"بِصَبْرِكُمُ اقْتَنُوا أَنْفُسَكُمْ" (لوقا ٢١: ١٩)،
"الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ" (متى ١٠: ٢٢).
ويكشف لنا القديس يعقوب في رسالته (١: ١٢) عن المكافأة الكبرى للصبر في الأوقات العصيبة:
"طوبى للرجل الذي يصبر على التجربة، فإنه إذا امتُحن ينال إكليل الحياة الذي وعد به الرب للذين يحبونه".
أما رسول الأمم، القديس بولس، فقد أوضح لنا ثمار الصبر، قائلًا في رسالته إلى أهل رومية:
"بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا" (رومية ٥: ٣–٥).
الصابر يتزكّى، أي ينجح في امتحان الإيمان، لأنه لم يشكّ في الله أثناء التجربة. والناجح له رجاءٌ أنه سيرث الحياة الأبدية، وكل مَن وضع رجاءه في المسيح لن يخيب. وما يجعلنا نحتمل الضيقات هو الروح القدس المسكوب في قلوبنا، الذي يذكّرنا دومًا بمحبة الله لنا، فلا نخشَ شرًّا.
الصبر على الناس، والصبر على الظروف، معياران أساسيّان ليسلك المؤمن طريق السلام الداخلي. فلا ثمار تُقطف بين ليلة وضحاها، ولا طفل ينمو بسحرٍ، ولا عمل ينجح بلا سهر ومتابعة. حتى علاقتنا بالمسيح تتدرج خطوة فخطوة، وسلّم الفضائل نرتقيه درجةً تلو أخرى. الأمراض تتسلّل إلى الجسد، ولا تفارقه في يومٍ وليلة، وقد تكون مزمنة، تتطلّب جهدًا وصبرًا لا مثيل له.
الصبر على الإنسان، لا يأتي صدفة، بل هو من شيم المحبة التي في المسيح يسوع. وقد شجّع بولس الرسول أعضاء الكنيسة على أن يسلكوا طريق الحياة المسيحية "بصبر، متحمّلين بعضهم بعضًا في المحبة" (أفسس ٤: ٢).
الصبر على الآخرين يتطلّب التسامح، وهي كلمة لم نعد نستخدمها كثيرًا. فالتسامح، وخصوصًا مع مَن نختلف معهم، يتطلب ضبط النفس، والامتناع عن الاستفزاز أو الانجرار إلى جدالٍ عقيم. وهذا يستلزم قدرًا كبيرًا من الصبر والاتزان، لا سيّما في أيامنا، حيث تتزاحم الآراء وتتكاثر النقاشات والمماحكات.
كثيرًا ما يُنظر إلى الوداعة واللطف والتهذيب على أنها علامات ضعف. لكن الامتناع عن الجدال وصنع السلام، يتطلّب قوّة داخلية عظيمة. فالمستفَزّ سريع الغضب، ولسانه يسبق تفكيره. أما الصابر، فممتلئ بنعمة سماوية لا تجعله أسيرًا لغرائزه. وما يخرج من الفم من كلمات مؤذية لا يمكن جمع شظاياه لاحقًا.
الصبر موضوع يحتاج إلى صفحات ومجلّدات. ما ذكرته هنا هو لمحة عاجلة عن أمرٍ نعايشه يوميًّا، في وقتٍ يردّد فيه كثيرون: "إنّما للصبر حدود"، بينما المسيحية تدعونا إلى صبرٍ لا حدود له. ففضيلة الصبر هي أن نحمل صليبنا حتى النهاية، أن نظلّ مصلوبين عليه مهما اشتدّ الألم.
الصبر على الآخرين، ولا سيّما على أبنائنا، وإخوتنا، ومعارفنا، يتطلّب رحمةً، وعطفًا، ورأفةً، ومغفرة. وهي الصفات عينها التي تتجلّى في طبيعة الله المحبّة (١ يوحنا ٤: ٧–٨). وإن كنّا نطلبها بصدقٍ في صلاتنا، ونتوسّل إلى الله أن يمنحنا إياها، فسوف نعاين ثمار الصبر في حياتنا.