أعاد التئام المجلس العدلي للبحث من جديد في الدعوى المحالة أمامه في قضية اغتيال الرئيس بشير الجميل ورفاقه عام 1982 الضوء على هذه القضيّة، وهي من أبرز قضايا الاغتيال السياسي في لبنان. وأعاد الأمر السؤال عن مكان وجود منفّذ الجريمة حبيب الشرتوني وهويّة من يحميه.
لم يصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي أيّ بيان رسمي عن إعادة محاكمة الشرتوني، مكتفياً بما نُشر في الصحيفة الناطقة باسمه "البناء". يرى عميد الإعلام في الحزب معن حمية، في حديث لـ "الأخبار"، أنّ ما يحصل هو حملة إعلامية ضد الشرتوني، وبالتالي، "الردّ على ورثة يُحاولون تبييض صفحة شخص أتى على ظهر دبابة اسرائيلية يكون في جريدة البناء".
يُحاول إخراج الملف من إطاره الحزبي وإعطاءه بعداً وطنياً، "فمسؤولية الجميع أن يرفعوا الصوت ويقولوا إن من المعيب محاكمة حبيب بهذه الطريقة، وهو الذي تبنته عدّة قوى وكلّ اللبنانيين باستثناء ورثة العمالة". ولكن كحزب، "نحن لسنا بصدد القيام بشيء بالمعنى الحقيقي، طالما حبيب غير موجود في لبنان". حتّى عن مسألة تعيين محامٍ للمدعى عليه، "فهو ليس في البلد ولم يعطِ وكالة لأحد".
القصة في اغتيال الجميل هي "وجود عميل اسرائيلي رأى حبيب أنه يجب أن يقوم بفعل معين تجاه هذه المسألة. في مرحلة الإجتياح كان كل مواطن يتصرف حسب دوافعه الوطنية". يتكرر السؤال على حمية أكثر من مرّة: هل تتبنون الشرتوني؟ ولكنه يُصر على جوابٍ واحد: "إذا انتي بتعمليها منتبناكي!".
يرى حمية أن من الخطأ الربط بين الصمت الحزبي في قضية الشرتوني والحفاظ على تمثيل القومي في الدولة. وعمّا إذا كان الشرتوني طلب من "القومي" عدم التدخل؟ يرد حمية: "ما عندي جواب".
"هو ليس في البلد" يقول حميّة عن الشرتوني. فهل هذا الأمر صائب، أم أنّ المعلومات عن وجود الشرتوني في جنوب لبنان صحيحة؟ وإذا كان "القومي" تخلّى عنه، فهل أنّ حزب الله هو من يحميه؟ أوليس من الممكن أن يكون الرجل قد بدّل هويّته وشكله وهو يعيش حياةً طبيعيّة ويتجوّل في مختلف المناطق اللبنانيّة؟ أم أنّ المقصود بعبارة "ليس في البلد" هو أنّ الرجل موجود في سوريا؟