مرصد الأزمة في الجامعة الأميركيّة في بيروت
كتب رمال جوني في "نداء الوطن":
ألقى فيروس "كورونا" بظلاله على اقتصاد القرى. عطّل الحياة بشكل كامل، فتحركت اللجان التطوعية للمساعدة: خلايا شبابية من مختلف الإختصاصات وضعت امكانياتها في خدمة البلديات لمواجهة "كوفيد 19". تشكلت اللجان التطوعية، وكل باختصاصه، لجنة التكافل الإجتماعي هي الأبرز بينها على اعتبار أنها على تماس مباشر مع حاجات المواطن، تجهد لتأمين كل المستلزمات الحياتية عبر معونات يجري توضيبها واعدادها وتعقيمها قبل ارسالها للعائلات المحتاجة.
محمد الحاج علي أحد الشبان المتطوعين ضمن الجهاز الشبابي التطوعي في النبطية الفوقا، يجهد مع أكثر من 60 شاباً وصبية في العمل على التوعية في المنازل، ويلفت الى أن "الشباب عصب المرحلة، ويجهدون لتقديم الدعم اللازم للأهالي، ويحرصون أن يكونوا الى جانبهم".
شكّل شباب النبطية الفوقا فريقاً تطوعياً يحرص أعضاؤه على تقديم الدعم اللازم ضمن الإمكانات المتوفرة، وخصص فريقاً منهم لتلقي طلبات المواطنين والعمل على تأمين احتياجاتهم الضرورية. وبحسب الحاج علي فإننا "نحاول التخفيف من الإزدحام والتجمعات، ونلتف على الفايروس الوبائي".
الى جانب الحاج علي، يتولى الشاب عيسى مع مجموعة من الشباب والصبايا عملية التوعية في المنازل. يجولون على بيوت المنطقة لشرح أهمية الحجر الطوعي والوقاية في هذه المرحلة.
على خط التوعية الوقائية، رفع مستشفى النبطية الحكومي من جهوزيته إستعداداً لاستقبال مرضى "الكورونا". إنطلقت ورشة تأهيل أحد الأقسام ليكون مركزاً للحجر والمعالجة أسوة بمستشفى رفيق الحريري.
أجهزة التنفس الخاصة وصلت، والعاملون تولوا تركيبها تمهيداً للأسوأ. "فلا أحد يدرك كيف تتطور الأمور"، يقول مدير المستشفى الدكتور حسن وزنة الذي يلفت الى أن "علاج المرضى سهل، فعوارضهم كالرشح والانفلونزا العادية"، المشكلة برأيه "تكمن في الحجر والمتابعة". ويعلل الأسباب بالقول إنه "في حال استقبال المستشفى لأي مصاب، فهذا يعني تحويل المستشفى كله لمرضى كورونا. نحن أمام خيارين لا ثالث لهما إما يبقى المستشفى للمرضى العاديين وإما يتحول الى مستشفى خاص بالكورونا في حال استقبال أي مصاب". ولا يستبعد وزنة الأمر لأن "الظروف تستوجب التكاتف وعلى كل مستشفى أن يكون جاهزاً، لربما يتطور الوضع، فالفيروس يتفشى بسرعة فائقة".
يتابع وزنة عملية تجهيز القسم المخصص للكورونا والذي يضم حوالى الـ22 سريراً مجهزاً بأجهزة تنفس. وفق وزنة، "أخذنا في الإعتبار أنه قد تسوء أي حالة مفترضة، فارتأينا أن تكون غرفة العزل، غرفة عناية، فيبقى المريض في غرفته البعيدة عن اقسام المستشفى الأخرى، اضافة الى تجهيز فريق طبي وتمريضي خاص بالقسم".
بحسب توقعات وزنة، فإن "المستشفى يتحضّر للأسوأ، فهناك حالات كثيرة غير معلنة، وقد تظهر فجأة، ويرى أنه يجري التنسيق مع باقي المستشفيات في حال تفاقم العدد"، غير أنه يأمل "ألا تتضاعف الأمور ويجري تطويقها"، ويؤكد أن "فحص الكورونا سيصبح متوفراً ومجاناً في المستشفى".
يُعتبر المستشفى الحكومي واحداً من ثلاثة مستشفيات في النبطية اتّبعت كل أساليب الوقاية: تعتمد فحص الحرارة عند مدخلها، فرضت قيوداً على زيارة المرضى ومنعت دخول أي حالة مشتبه فيها. غير أنه الوحيد الذي سيستقبل مرضى "كورونا"، فـ"النجدة الشعبية" أعلن عبر مديرته منى أبو زيد "أنه لن يستقبل مصابي كورونا لأن امكانات المستشفى متواضعة". وتشير الى "معاناة المستشفى بسبب نقص المعدات والأجهزة حتى من الكمامات والمعقمات".