
شربل رحمة
لا يغيب الرصاص و"تخرطش" الأسلحة كثيراً عن مسمعنا، فمع "موضة" الحروب والقتل والدمار، "انعدى" الفنّ أيضاً. فأصبحت بعض أغنياته بين الحين والآخر، تُصوِّر بكلماتها مسارح لجرائم قتل متعمّدة، يكون الفنان فيها القاتل أمّا الضحايا... فلا يُعدَّون ولا يُحصَون وجريمتهم أنّهم نظروا الى الحبيب مجرّد نظرة!
وبعد أن مرّ قليل من الوقت على أغنية الفنانة نوال الزغبي التي رفعت سلاحاً وحلفت "واللي بيفكّر يجرحك برتاح منّو بقتلو"، وأغنية الفنان محمد اسكندر الذي قرّر "اللي بيرميكي بوردة براسو بخرطش فردي"، اعتقدنا أنّ موضة القتل والتهديد والخوف والرعب اختفت ومرّت مرور الكرام عن أغنياتنا.
وإذ بنا نفاجأ بأغنية من "العيار الثقيل" أعادتنا الى أيّام "هتلر"، خصوصاً أنّها تنادي بانقراض خبر كل شاب "أسمر" ما عدا "الأسمر" الذي يؤدّيها.
فالأغنية التي حملت عنوان "أنا الأسمر" للفنان ربيع الأسمر، تفوّقت على أغنية اسكندر والزغبي وغيرهما، لتحمل في مضمونها فيلم رعب يكاد أن يكون جزءً جديداً من الفيلم العالمي SAW.
وتنطلق الأغنية بـ "الله يقطع خبر السّمر، وما يبقى غيري أسمر"، ونرجو ألّا "يأخذها شخصيّة" كل شاب أسمر اللون يطمح لأن يكون "جغلاً"، فـ "الأسمر" لم يعرها اهتماماً كبيراً للجملة فنرجوكم... "مرّقولوا ياها".
وتتابع الأغنية "أنا الأسمر والرجال يتجرّأ ويحاكيها، واللي بيقدر إضفرها يطال... بقلبو بعمل زلزال... وإمّو عليه ببكّيها"، لنقف مصدومين أوّلاً لاستعماله كلمة "إضفر"، وثانياً لتجرّؤ كاتبها أن يُبكي أمّاً حتى بالصّور الشعرية، ونعتذر عن كلمة شعريّة. ولعلّ الكاتب تناسى المقولة الأشهر "ابتعد عنّي يا موت، لا خوفاً منك بل خجلاً من دموع أمّي".
وربّما الفصل الأكثر تشويقاً ورعباً هو الآتي: "لو فكّر غيري يشوفا... تيابو بخلّيه يعوفا وبشكشك بقلبو سهام"، ولو أنّ الأغنيات تمرّ على رقابة كما الأفلام، لكنّا سمعنا "توت" أو ربما اختفاء مفاجئاً للصوت باعتبار العبارة الأخيرة لا تصلح للمستمعين ما دون 18 أو ربما الـ 21.
وتتابع الأغنية بـ "والله من النظر عيونو، ناوي خلّيهن ايتام"، فكم أنت "معتّر ومقهور" يا من ستقع في قبضة "الأسمر"، فهو إن لم ينجح بقتلك إذا ما كنت أسمر اللون لأنّ الأمر محتّم للسُّمر، فسترجع إلى منزلك "مزلّط وبلا عيون".
وإليكم أيّها المستمعون والقرّاء الكرام... يُترك التعليق الأخير.