مع تكرار الهجمات الإرهابية التي تنسب عادة إلى جماعات متشدّدة تدّعي تبنّيها لتعاليم الإسلام، بات الغربيّون يتخوّفون من جميع المسلمين وينبذونهم داخل مجتمعاتهم، ويصفونهم بالإرهابيّين.
فبمجرد أن يكون الشخص ملتحياً أو يرتدي ألبسة تبدو غير مألوفة لدى المجتمعات الأجنبيّة، فهو في هذه الحالة مسلم ووجب الحذر منه، لأنّ رهاب الإسلام صار سمة لدى أغلب الغربيّين في الوقت الحالي، وما حدث مع الإيرتيري ميهري يمان تسفاجيورجي على متن الطائرة التابعة لشركة easyjet المتوجهة إلى لندن يعزّز هذه الفكرة حتماً.
فالشاب الإريتيري المقيم في لندن تعرّض لحادث غطته الصحف البريطانيّة باهتمام بالغ، حيث طلب منه قبطان طائرة تابعة لشركة EasyJet المعروفة في بريطانيا بأسعار رحلاتها المتدنية، مغادرة الطائرة لمجرد أنّ راكبة لم تشعر بالأمان حين رأته للمرة الأولى في مطار فيوميكينو في روما وكان يقضي عطلته هناك.
وذكرت صحيفة "تلغراف" البريطانيّة أنّ أفراداً من الشرطة الإيطاليّة حاصروا الطائرة وكانوا مدجّجين بالسلاح بعد إبلاغ طاقم الطائرة بخوف الراكبة.
وأمضى الإيريتيري ذو الـ 34 عاما والذي يعمل في مجال الفن والموسيقى كـ"دي جي" أكثر من 15 ساعة في غرفة التحقيق، قبل أن تسمح له السلطات الإيطاليّة بركوب طائرة أخرى متجهة إلى لندن.
ويقول ميهري إنّه لم يعلم في البدء دوافع توقيفه أو سبب تلك المعاملة المجحفة بحقّه، لكنّه وبعد أن اطلع على تفاصيل المسألة، أدرك أن ما لحق به من سوء معاملة لم يكن إلا حدسا نسائيا زائفا، بعد أن استشعرت راكبة أنه يبدو مسلما بسبب لحيته الخفيفة، ونقلت "أوهامها" إلى الطيار وأبلغته بأنها متوجسة من هذا الشخص ومن نواياه المبطنة.
ويتحدث ميهري عن تفاصيل تلك اللحظات قبيل إقلاع الطائرة عندما هتف صوت من قمرة القيادة يسأل عن راكب يدعى ميهري على متن هذه الرحلة، وعندما سمع اسمه أجاب على الفور ظنّاً منه أنّ الأمر يتعلّق بحقائب سفره.
وأضاف ميهري: طلب منّي الطيّار القدوم إلى قمرة القيادة حيث استقبلتني عناصر الشرطة هناك، ثم أمرني الطيّار بمغادرة الطائرة، وعندما صممت على معرفة دوافع ذلك، أعلمني بأنّ راكبة لم تشعر بالارتياح لوجودي على متن الرحلة.