يتعرّض أخصائيو الجنس يومياً لشكاوى وآراء ومعتقدات مرضاهم في ما يتعلق بالممارسة الحميمة، ما يجعلهم الأكثر خبرةً في هذا الشأن. وبالنسبة للكثير من الأخصائيين، فإن معظم ما يسمعونه من أفكار ليس خاطئاً فحسب؛ بل قد تضرّ بعض المفاهيم الشائعة بحياة أصحابها العاطفية أيضاً.
صرّح لموقع "هافنغتون بوست" بعض أخصائيي الجنس، بشأن المفاهيم والمسلّمات الجنسية الأكثر انتشاراً، منها ان الجنس يجب أن يكون عفوياً؛ في الواقع لا بدّ من التخطيط للجنس في معظم الأحيان. ومن الشائعات السائدة ذكر أخصائيو الجنس القائمة الآتية:
- يجب على الرجل أن يكون مستعداً في أي وقت وبأي مكان:
رغم ما يتصوره الناس عن شهوة الرجل المتّقدة دائماً، فإنه ليس مهيئاً لممارسة الجنس في كل الأوقات. الجنس ليس بالشيء البسيط، فقد يكون الرجل متعباً أو قلقاً أو مشتّتاً أو يعاني مشاعر مضطربة، فيجب على الشريكة أن تأخذ كل هذا بعين الاعتبار.
كما يحتاج الرجل، مع تقدم العمر، إلى الإثارة قبل وأثناء الممارسة الجنسية. فالجنس ليس متعة له وحده بل متعة متبادلة بين الطرفين. وينصح الطبيب النفسي وخبير العلاقات الجنسية د. ستيفاني بوهلر، الشريكة بأن تسأل شريكها دائماً عما يثيره، ثم تتصرف على هذا الأساس.
- إذا لم تبلغ النشوة فإن الممارسة لا تعتبر كاملة:
هذا غير صحيح؛ فالجنس ليس علاقة ونشوة فقط، وإذا كنت مقتنعاً بخلاف ذلك فقد حان الوقت لتعلم الكثير وتكون أكثر إبداعاً وواقعيةً عن الجنس وما ينطوي عليه. يشمل الجنس القُبلات، والعناق والتدليك الحسي، والإثارة الشفوية، وغيرها من الممارسات الحميمية بين الشريكين.
يوضح الخبير في علم الجنس موشومي غوس، أن إثراء معلوماتك الجنسية يساعدك على خفض توترك وضغطك، إلى جانب الحصول أيضاً المتعة والإثارة من خلال الوسائل السابق ذكرها.
- أنت بحاجة لأن تشعر بأنك مثير للغاية حتى تستمتع بالجنس:
ربما يرجع السبب إلى الإعلام والمواقع الجنسية؛ إذ تعتقد المرأة دائماً أنها بحاجة إلى هيئة رائعة حتى تكون جذابة وتستمتع بالجنس. عموما، لا يلتفت الرجل إلى عيوب جسد المرأة، كل ما يشغله هو وجود امرأة عارية بجواره.
تقول خبيرة علم الجنس في جامعة سياتل بواشنطن والطبيبة المعالجة في موضوعات الزواج والأسرة ديانا وايلي: "اقترحتُ على عملائنا من النساء غضّ النظر عمّا يتوقعه الرجال، فالمرأة إذا أحبت جسدها فسيفعل الرجل الشيء نفسه. وهذا يتضمن أيضاً كيفية التقدير السليم لأجسادهم. فعندما تنظر المرأة إلى عيوبها على أنها عيوب عابرة، قد تعجب بنفسها مثلما تعجب بالآخرين".
- الخيانة الجنسية ترجع إلى قصور في العلاقة:
توضح خبيرة علم الجنس والمعالجة غراسي لاندس، أن بعض الشركاء يدفعون الطرف الآخر للخيانة دفعاً، لكن ذلك لا يعدّ السبب الرئيس لذلك.
يبتكر البعض مغامرات جنسية مرحة في غرفة النوم، للتعرف أكثر إلى شركائهم والحفاظ على علاقات ممتعة ومستقرة؛ الأمر الذي من شأنه أن يقلل من احتمالية حدوث أي اضطرابات. على الجانب الآخر، يتصرف البعض كما لو أنه كان مجبَراً على هذه العلاقة.
- من الضروري أن يبدأ الجنس بصورة مثيرة ومثالية:
توضح خبيرة علم الجنس الأميركية كيلي رانكين، أن كثيراً من عملائها يعتقدون أن أول مرة دائماً لا تُنسى.
في الواقع، لا يحدث ذلك إلا في حالات نادرة، كما ان لا قواعد محددة للجنس. فبالنسبة لمعظم الناس، تتطور كيمياء الجنس مع مرور الوقت، ثم تزداد حدتها حتى تصل إلى مستويات محيرة للعقل. لذلك تتطلب العلاقة معرفة دقيقة للطرف الآخر، ومعرفةً جنسية أيضاً.
إذا مارست الجنس مع شخص ما للمرة الاولى، بطبيعة الحال أنت لا تعرف ما يحب، وما يحتاج إليه أو تعرف كيفية إشباع رغباته، وبالإضافة إلى ذلك، سوف تكون متوتراً قليلاً وسوف يشغل بالك توقعات الطرف الآخر عن الأداء.
- لا يمكن لعلاقة أن تستمر من دون رغبة جنسية:
قالت كيلي رانكين ان ما يقلق معظم الأزواج الذين يلجأون إلى العلاج هو وجود فارق في الرغبة، أي أن هناك دائماً شخصاً يريد الممارسة باستمرار عكس الشخص الآخر.
وتابعت: "لم أرَ حتى الآن زوجين لهما المستويات نفسها للرغبة الجنسية حتى بعد سنوات طويلة من العلاقة. من ثم، فإن التفاوت في الرغبة الجنسية لا يؤدي إلى فشل العلاقة بين أي زوجين. من المهم جداً التحدث إلى الشريك بلطف ما إذا كان يرغب في الممارسة أم لا. ويجب عليك أن تدرك تفاوت الرغبات بينكما. أما إذا كانت بينكما فجوة كبيرة، فمن الأفضل إجراء محادثات مع متخصصين، فيمكنهم أن يساعدوكما في تسوية تلك الخلافات، ووضع خطة جيدة بحيث تصبحان راضيَين عن العلاقة".