كتبت رانيا شخطورة في "أخبار اليوم":
لسبع ساعات اهتز العالم وارتبك بالامس... والسبب "صمت" الفايسبوك وأخواته ("واتساب" و"إنستغرام" "ومسنجر")! العطل الذي طرأ على عدد من منصات التواصل الاجتماعي وصف بـ"التاريخي"، متسببا بخسائر بمليارات الدولارات، فقد تراجعت الثروة الشخصية للرئيس التنفيذي لشركة فايسبوك مارك زوكربيرغ بنحو 7 مليارات دولار في ساعات قليلة، وتراجع سهم عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بنحو 5 في المئة.
ونحو الساعة 1:45 (ليلا) بتوقيت بيروت، بعد 6 ساعات تقريباً، عاد تطبيق "واتساب" للعمل بشكل طبيعيّ مجدداً، بعدما تجاوزت مدّة الخلل ما اعتُبر أطول انقطاع في العام 2019 حين استمرّ نحو ساعة وكان مردّه مشاكل فنية وفق ما أعلن متحدّث باسم "فايسبوك" آنذاك، وأثّر على أكثر من مليون شخص حول العالم.
كما أظهرت تقارير موقع "Down Detector" المتخصّص برصد أعطال الخدمات الرقمية أنّ "الانقطاع يبدو واسع الانتشار"، إذ توقّفت المنصات الثلاث عن العمل قبل الساعة 12 ظهراً بقليل بتوقيت المنطقة الزمنيّة الشرقيّة (EST)، أي نحو الساعة 7 مساء بتوقيت بيروت.
ووصف "Down Detector" العطب الذي أصاب "فايسبوك" وتطبيقاته بأنّه "أكبر انقطاع شهدناه حتى الآن"، قبل أن تسجّل الأعطال المبلّغ عنها في الخدمات التابعة للمجموعة انخفاضاً ملحوظاً قرابة الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش (1 بتوقيت بيروت).
اما الناس، فيمكن القول انهم كانوا في حالة من الضياع، اذ مع الانتشار الواسع للهواتف الذكية، اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والتطبيقات الالكترونية الرفيقة الدائمة، ولم يعد هذا الهاتف وسيلة للكلام مع شخص آخر بعيد في المسافات، بل اصبح "مقر العمل الدائم"، اذ في العديد من القطاعات لا يمكن ان تسير الاعمال دون ان يتواصل الموظفون عبر "مجموعات الواتسآب" او ما شابه!
هل البلبلة التي رافقت هذا "العطل" هي "إدمان"... أم أنّ التعاطي معها تخطى ذلك؟!
تشرح المعالجة النفسية آيفي كرم، عبر وكالة "أخبار اليوم" ان تعاطي الناس مع مواقع التواصل الاجتماعي تخطى الإدمان، موضحة ان الإدمان هو عامل خارجي يدخل الى حياة الانسان لملء فراغ ما، كالادمان على الدخان او المواد المخدرة او التسوق او الرياضة... قائلة: لكن المواقع الرقمية اصبحت جزءا من حياتنا، اي ترافقنا كالأكل والشرب والنوم والراحة والعمل... خصوصا بعدما اصبحت في متناول اليد.
وفي هذا السياق، تلفت كرم الى ان العديد من الناس تعطلت اعمالها بالامس حين توقف تطبيق الواتسآب! ولكن في الوقت ذاته وجدنا البديل من خلال تطبيقات أخرى، بمعنى ان هذه التكنولوجيا هي جزء من حياتنا ولا احد يمكنه ان يعيش من دونها، حيث خلال ساعتين تدبر الناس امرهم من خلال تطبيقات مماثلة.
وردا على سؤال حول هذه المكانة التي احتلتها مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، ترى كرم انها بديل عن التواصل الطبيعي " communication"، حيث في الصمت والنظرات والكلام يحصل التواصل بين البشر، والانسان لا يمكنه العيش من دون التواصل مع الآخر، وقد يكون اللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة نقص في الاهتمام والاستماع والتفهم. نظرا لوجود العديد من علامات الاستفهام على مستوى التواصل الطبيعي والسليم بين البشر، لذلك حصل اللجوء الى مواقع التواصل الاجتماعي التي ملأت الفراغ وصولا الى "علاقات جنسية" تحصل عبر انواع من التطبيقات.
وسئلت: هل هذا يشكل حالة مرضية؟ تجيب كرم: الـ communication، تعني عدة تفاعلات جسدية من رفع اليد الى رفّ الجفون ... ونتيجة لاسباب عديدة اتجهنا الى نوع آخر، ومن اهم الاسباب عدم التمرس في التواصل الجسدي الطبيعي المباشر فتم اللجوء الى التواصل عبر الشاشة، فعلى سبيل المثال لا يواجه موظفا مديره بشكل مباشرة فيوجه له رسالة عبر الواتسآب، وذلك قد يكون نتيجة لخلل ما في التربية ولم يعالج!
وتختم: تعتبر مواقع التواصل الاجتماعي امرا جديدا في حياة البشرية، ولا بد من ان تُحدث بلبلة، نظرا لوجود نقص في مكان آخر!
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك