استقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، في السرايا الحكومية، وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، في حضور السفير الايراني محمد جلال فيروزينيا والوفد المرافق.
خلال اللقاء، هنأ الرئيس ميقاتي الوزير عبد اللهيان بتوليه مهامه، وقال: "إن لبنان بأمس الحاجة اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، الى تعزيز ثقة اللبنانيين بالدولة ومؤسساتها، من خلال علاقات طبيعية بين الدول تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في ما بينها بما يخدم تطلعات شعوبها".
وشدد ميقاتي على "ترحيب لبنان بأي جهد من الدول الشقيقة والصديقة والمجتمع الدولي طالما يندرج في سياق مساعدته في الحفاظ على منطق الدولة ومؤسساتها الدستورية ودورها في الحماية والرعاية وتقوية قواها الشرعية الامنية والعسكرية".
ورحب "باسم الحكومة اللبنانية بالمناخات والاجواء الايجابية التي سادت جولات الحوار بين ايران والمملكة العربية السعودية والتي استضافتها دولة العراق الشقيق"، مؤكدا "أن التلاقي والحوار بين دول الجوار العربي والاسلامي هو قدر شعوب هذه المنطقة الطامحة الى العيش بسلام واخوة"، مشددين "على وجوب الاستثمار على النوايا الصادقة التي تبديها الاطراف المتحاورة للوصول الى طي صفحات الخلاف كافة وتبديد كل الهواجس وإحلال مناخات الثقة والطمأنينة، وبالتالي التأسيس لفتح صفحة جديدة من علاقات التفاهم والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل لسيادة الدول وعدم التدخل بشؤونها الداخلية والمحافظة على أمنها وإستقرارها وطموحات شعوبها".
وقال: "إن الخدمة الفضلى التي يمكن ان تقدم للمنطقة بشكل عام، وللبنان بشكل خاص في هذه المرحلة الحرجة، هي ان تثمر لقاءات الحوار والتفاوض بين الجوار العربي والايراني توافقا كاملا حول مختلف العناوين والقضايا التي من شأن التفاهم حولها ان يسهم في ارساء دعائم الامن والتقدم والاستقرار، وهذا ما سيلقي بظلاله الايجابية وفوائده على لبنان واللبنانيين".
واستقبل رئيس مجلس الوزراء منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان في حضور السفيرة الفرنسية لدى لبنان آن غريو ومستشاري الرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر والدكتور سمير الضاهر.
وخلال اللقاء، شدد دوكان على "ضرورة الاسراع في اطلاق المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وضرورة التوصل الى اتفاق قبل نهاية السنة". وشدد على أنه "في حال تم التوصل الى هذا الاتفاق وتم تنفيذه فقد تسعى فرنسا الى تنظيم مؤتمر دولي لتقديم مساعدة مباشرة لميزانية الدولة"، كما شدد على "المباشرة بتنفيذ الاصلاحات، وتوحيد الموقف اللبناني خلال المفاوضات".
والتقى الرئيس ميقاتي وفدا من فاعليات مدينة طرابلس ضم: مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الارثوذكس المطران افرام كرياكوس، راعي أبرشية طرابلس للروم الملكيين الكاثوليك المطران إدوار ضاهر، نقيب الأطباء في طرابلس الدكتور سليم بو صالح، نقيب المهندسين في طرابلس المهندس بهاء حرب، نقيب أطباء الأسنان في طرابلس الدكتورة رلى خلف، وممثلي فاعليات المدينة، وتم خلال اللقاء البحث في الأوضاع والمشاكل التي تعاني منها المدينة.
اثر اللقاء، تحدث المفتي امام باسم الوفد، فقال: "كان لقاؤنا اليوم مع دولة الرئيس الذي أعطانا من وقته رغم مشاغله ومسؤولياته الكبيرة، وضم اللقاء كل فاعليات طرابلس وتدارسنا بشؤون المدينة ومحيطها في ما يتعلق بقطاعات الصحة والمحروقات والطاقة، وفي ما يهم المواطن من الامن الاجتماعي والغذائي، وكانت الاراء مثمرة، والمتابعة التي ستقوم بها الفاعليات لشؤون المدينة ستكون ايضا على السكة الصحيحة. وكان دولته متفهما لطرابلس ولمشاكلها ولهمومها وهي في سلم اولوياته لتحظى بمستقبل افضل".
أضاف: "نحن نتحدث عن الشمال، ودولة الرئيس هو لكل لبنان ولمختلف المناطق، ولكن اردنا ان نضع بين يديه وبشكل مباشر هموم الشارع الطرابلسي وهو لديه الفكرة الوافية والرؤية المستقبلية والخطة الواضحة، ونشكره باسم طرابلس على هذا اللقاء.
من جهته، قال المطران سويف: "تشرفنا بلقاء دولة الرئيس كفاعليات طرابلس ضمن لقاء ضم سماحة المفتي والمطارنة والمرجعيات السياسية والنقابات، وهذا اللقاء تم قبل عدة اشهر لمتابعة الوضع المأسوي الذي تعيشه المدينة والنواقص الاساسية الحياتية التي يعاني منها المواطن، وكيف يمكن للحكومة ان تكون حاضرة اكثر في هذه الايام الصعبة خصوصا في المسائل الاساسية مثل الطاقة، المدارس،الامور الغذائية والصحة، والمستشفى الحكومي وغيره من المرافق الصحية التي تشكل وجع المواطن اليوم. الحكومة رصدت مبلغا من المال وضعته في التصرف لتغطية هذه الثغرات، وتم الإتفاق مع دولة الرئيس على تشكيل لجان مصغرة للمتابعة وكانت جولة صريحة وعميقة وتم وضع الإصبع على الجرح لإيجاد الحلول بشكل موضوعي.
واجتمع الرئيس ميقاتي مع وفد من جمعية "ام النور" ضم المفتي امام، الرئيس الفخري للجمعية المطران غي بولس نجيم، رئيس مجلس شورى هيئة العلماء المسلمين الشيخ أمير رعد، الرئيس التنفيذي للجمعية غبريال دبانة، مؤسس جمعية المنهج الخيرية محمود ابراهيم الأحمد، امين عام تجمع "ام النور" الاب طوني عازار، عضو مجلس إدارة أوقاف طرابلس حسن زود، عضو الجمعية ايلي وهبي والمحامي بلال مولوي.
وقال المطران نجيم: "شكرنا دولة الرئيس على استقباله وتفهمه واندفاعه لهذا المشروع، ولاحظنا مع سماحة المفتي وجميع الموجودين، ان موضوع مواجهة الإدمان على المخدرات يهمه كثيرا، وفرحتنا كبيرة بمشروع التعاون الذي طلبته "جمعية المنهج الخيرية" في طرابلس، لأن هكذا تعاون من اجل الأشخاص المتألمين هو أفضل ما يمكن ان نقوم به في هذا البلد، وهذا برأينا يمثل لبنان الحقيقي ليكون مثلا للتعاون على مستوى الإنسان وعلى مستوى المحبة".
وقال المفتي إمام: "ان هذا المشروع هو شراكة بين "جمعية المنهج الخيرية" و"جمعية ام النور" من أجل التصدي للادمان على المخدرات وتأهيل المدمنين مع برامج وقاية وتوعوية وتثقيف وتأهيل مهني واجتماعي. إن هذا الموضوع مهم جدا على صعيد لبنان وطرابلس بشكل خاص، لذلك كنا في دار الفتوى نرعى هذا التعاون والبروتوكول الذي تم توقيعه، واليوم تكرم دولته بالاجتماع مع الجمعيتين وأبدى كل الدعم العملي والسريع لهذه الخطوة التي تمثل أمنا لا يقل عن انواع الامن الاخرى في مجتمعنا.
واستقبل رئيس مجلس الوزراء سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة. كما اجتمع مع رئيس المجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور جورج طعمه، والأمين العام للمجلس الدكتور معين حمزة وجرى البحث في شؤون المجلس وعمله.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك