هل هناك من هو اعلى من المحاسبة القضائية في دولة القانون؟
لا مال, لا طائفة, لا سلاح, لا رجل دولة اقوى من سيف العدالة وهو ما اثبته التاريخ.
هل تذكرون رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني؟ انظروا اليه جيدا. فهذا السياسي بكل جبروته وقوة الحزب الذي ينتمي اليه, كان صغيرا امام مطرقة العدالة. لم ينفعه سيف السلطة ولا سطوة الثروة في محو ارتكاباته وفساده, فصدر بحقه اكثر من حكم وادين بالتهرب الضريبي والاحتيال. وجاءت محاكمة بونغا بونغا او قضية روبي لتحكم عليه بالسجن 7 سنوات.
تنتقل الى الولايات المتحدة التي هزتها اكبر فضيحة سياسية في تاريخها عام 1972.
انها فضيحة واتر غايت عندما قرر الرئيس الاميركي ريتشارد نيكسون التجسس على مكاتب الحزب الديمقراطي المنافس في مبنى ووترغايت حيث القي القبض على 5 اشخاص ينصبون اجهزة تسجيل مموهة. وهكذا حاول نيكسون عرقلة العدالة فاستغل رسميين فدراليين لتغيير مسار التحقيقات لكنه فشل لان العدالة كانت اقوى. فاستقال, وهو رئيس اقوى دولة في العالم, وتمت محاكمته عام 1974.
ومن ينسى فضيحة لوينسكي الجنسية السياسية الاميركية التي طالت الرئيس بيل كلينتون عام 1998 . خضع كلينتون للتحقيق , احتجز بتهمة ازدراء المحكمة وغرم 90 الف دولار وعلقت رخصته القانونية لمدة 5 سنوات.
في فرنسا ام الديمقراطيات, لا شيء يعلو فوق مطرقة القانون.
رؤساء ووزراء سيقوا الى التحقيق, كوزير المالية فاليري جيسكار ديستان عام 1973 الذي اجبر على ترك سدة الحكم بعد فضيحة اهدائه الماسا من امبراطور افريقيا الوسطى ما عرف بفضيحة الالماس.
اما اول رئيس فرنسي يمثل امام المحكمة فهو جاك شيراك الذي اتهم بفضائح عندما كان رئيسا لبلدية باريس, واصدرت المحكمة حكما بسجنه عامين بتهمة اختلاس اموال عامة وخيانة الامانة. واصبح نيكولا ساركوزي ثاني رئيس فرنسي يحاكم بقضية التنصت وبجريمتي الفساد واستغلال النفوذ, وجميع محاولاته لالغاء حكم السجن 3 سنوات باءت بالفشل.
ولا ننسى برنار تابي الوزير والرئيس السابق لنادي مرسيليا. اتهم بالرشوة وشراء مباريات واصدر قضاة التحقيق عام 2013 امرا بتوقيفه.
في لبنان, وزير مطلوب في جرم القتل والاحراق والتخريب يتمرد على التحقيق مدعوما من الزعيم.
مرشحان آخران للتوقيف بالجرم ذاته يختبئان وراء الزعيم والحصانة.
مسؤول حزب مشتبه به يهدد قاضي التحقيق بثاني اكبر انفجار في العالم, يشن حملة عليه من وراء جدران الدويلة ولا يسائله احد.
وهنا مطلوب توقيفه منذ 16 ايلول, ولم يجلبه احد مكبلا بعد.
ورئيس متوار في الخارج متلطيا بعباءة الطائفة.
فهل نحن في دولة او في غابة؟ الجواب معروف لكن الاكيد ان اللعب بالسلاح والنار للاطاحة بالعدالة لن ينجح. والتاريخ شاهد على ذلك.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك