اجتمع وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي مع سفير تونس في لبنان بوراوي الإمام، يرافقه مستشار الشؤون الخارجية في السفارة سمير ساسي، في زيارة تهنئة بتسلمه مهام الوزارة.
وسلم الامام الى وزير التربية كتابا أبلغه فيه موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية، على قبول عدد من الطلاب اللبنانيين الذين تقدموا بطلباتهم في السنة الماضية للاستفادة من المنح في العام الدراسي الجامعي 2021 - 2022، من ضمن المنح المقدمة من تونس إلى لبنان بعد انفجار المرفأ، وهذه الطلبات لمرحلة الماجستير.
وشكر الحلبي الجانب التونسي ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي على هذه "الموافقة التي تتيح للبنان وطلابه الفرصة للافادة من هذه المنح الكاملة خصوصا في هذه الظروف الصعبة"، مؤكدا على "عمق العلاقات التاريخية بين البلدين". وأطلع السفير التونسي على أجواء التواصل مع الجهات المانحة الذي أفضى إلى تأمين دعم للمعلمين والمدارس الرسمية، وقد انطلقت السنة الدراسية، وهو يتابع تأمين العطاءات لتوفير مقومات العودة إلى الدراسة.
وأبدى ارتياحه لموافقة مجلس الوزراء بالأمس، على تعيين الدكتور بسام بدران رئيسا جديدا للجامعة اللبنانية، مشيرا إلى "متابعة الجهد لتعيين العمداء وتشكيل مجلس الجامعة".
وأكد "رغبة لبنان بتجديد إتفاقية التعاون والتبادل الجامعي بين البلدين، وضرورة المتابعة الإدارية لتفصيلها"، مشددا على "أهمية تونس كنموذج للتطوير الإجتماعي والتطور في القوانين الوضعية".
من جهته، أكد السفير التونسي "أهمية دعم المدرسة الرسمية التي تؤدي إلى النهوض بالمجتمع، وأن التعليم ملف سيادي يهدف إلى بناء مستقبل الأجيال وبالتالي مستقبل البلاد".
وأشار إلى "الإنطباع الجيد الذي ساد الأجواء اللبنانية والعربية مع تشكيل الحكومة"، معتبرا أن "اختيار الوزير الحلبي لهذه الحقيبة يحمل الكثير من بشائر الخير".
وأكد رغبة بلاده في "تجديد اتفاق التعاون وتحديثه بما يخدم الأجيال في البلدين"، آملا أن "يتم إنجازه وتوقيعه في أقرب فرصة".
ثم استقبل وزير التربية الرئيس الجديد للجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران، وهنأه على تعيينه بالأمس في مجلس الوزراء، مؤكدا على كفاءاته العلمية والإدارية، وأمل أن "يتم إنجاز تعيين العمداء ومتابعة قضايا أساتذة الجامعة وطلابها، وأن ينطلق العام الجامعي في أسرع وقت".
من جهته، شكر بدران لوزير التربية "جهوده الحثيثة وحركة اتصالاته لتذليل العقبات وإنجاز التعيين"، واعدا ببذل "كل الجهد لرفعة الجامعة وتوحيد الكلمة فيها والعناية بالطلبات مما يعزز مسيرة الجامعة الوطنية".
واستقبل الحلبي وفدا من المكتب التربوي "للتيار الوطني الحر" برئاسة روك مهنا هنأه بتسلم مهام التربية، وأشاد بما تم تأمينه لانطلاق العام الدراسي، وتناول البحث موضوع ملفات الجامعة اللبنانية المتعلقة بتعيين العمداء، وإدخال المتفرغين إلى الملاك، وإدخال المتعاقدين المستحقين إلى التفرغ، وطالب الوفد بإنصاف الموظفين في الجامعة.
بدوره، عرض وزير التربية ما وصلت إليه المساعي مع المعنيين لرفع بدل النقل، وإنصاف أساتذة الجامعة، وتوفير مقومات العودة إلى المدارس، مشيرا إلى متابعة قانون الخمسمائة مليون ليرة المخصص للمدارس الخاصة والرسمية.
ولفت إلى "ضرورة اعتماد المرونة في مقاربة القضايا الحساسة"، مؤكدا أنه "رجل مؤسسات ويعمل بصورة منظمة على حل المشاكل المتراكمة".
ثم استقبل الحلبي وفدا من التعبئة التربوية في "حزب الله" برئاسة يوسف مرعي، بحضور النائب الدكتور إيهاب حمادة، وبعد تقديم الوفد التهنئة بتسلمه مهام التربية، أبدى "الرغبة والإستعداد للتعاون مع الوزير إلى أبعد مدى لكي تنجح التربية وينجح البلد". كما هنأ الوفد الحلبي على تعيين رئيس الجامعة اللبنانية.
وبحث المجتمعون في "التداعيات الهائلة للأزمات المتراكمة على القطاع التربوي"، وشدد الوفد على "أهمية تشكيل مجلس التعليم العالي لحل الأزمات المتراكمة في التعليم العالي". وسلم وزير التربية مذكرة بأبرز مشاريع القوانين المتعلقة بالتربية والتي تستوجب المتابعة في مجلس النواب.
من جهته، وعد الحلبي بمتابعة "بذل الجهود لتعيين عمداء الجامعة اللبنانية والعمل على ملفات الملاك والتعاقد والموظفين".
وفي ما يتعلق بالمدارس، أشار إلى أنه سوف يصدر مذكرة تتعلق بتحديد المنافع والعطاءات التي سيحصل عليها المعلمون والمدارس، كاشفا عن "العمل المستمر مع المالية في شأن بدل النقل". وأشاد بـ"الإحتضان الذي تقوم به القوى الناشطة في المجتمع للمدرسة الرسمية، والتعاون لتلبية احتياجاتها".
وتحدث عن ورشة التطعيم التي تشمل كل العائلة التربوية من طريق وزارة الصحة، لافتا إلى العمل على خطة النقل المشترك مع وزارة الأشغال.
واجتمع وزير التربية مع بعثة الإتحاد الأوروبي برئاسة السفير رالف طراف، في حضور المدير العام للتربية فادي يرق، وهنأ طراف الحلبي بمهامه، مؤكدا "أننا انتظرنا طويلا تشكيل الحكومة"، لافتا إلى "التوافق على أولوية الملفات، وخصوصا مع تعاظم الحاجات لدى المواطنين وتعدد أسعار صرف العملة". واعتبر أن "إدارة القضايا الكبرى والصعبة تحتاج إلى حوار موسع في البلاد".
وعدد طراف المشاكل المتراكمة منذ أزمة النزوح السوري إلى مشكلة كورونا وانفجار المرفأ والمشكلة النقدية والمالية، وتداعيات كل ذلك على المجتمع وخصوصا التربية.
وأعرب عن "استعداد الإتحاد الأوروبي للاستمرار بتوفير الدعم عبر الخطة الخمسية للوزارة التي تلحظ العناية بتوفير التعليم لجميع الأولاد الموجودين على الأراضي اللبنانية، والإهتمام بدعم الفئات المهمشة من لبنانيين وغير لبنانيين"، مشددا على "الإهتمام بنوعية التعليم وجودته، وعلى تمكين القطاع التربوي بناء على معطيات موحدة".
أما الحلبي فأكد "الإستعداد لمتابعة التعاون وتطبيق المعايير الأوروبية بكل وضوح وشفافية"، مشيرا إلى "صفحة جديدة من التعاون والإستعداد لتسهيل مهام سفارة الإتحاد الأوروبي، لا سيما وأن المشاريع المشتركة تهدف إلى دعم الوزارة عبر خطتها ومشاريعها مما يفيد الطلاب والبلاد، وذلك ضمن الأطر القانونية المحترمة من الجانبين". وقال: "حان الوقت لإعادة إطلاق المشاريع التي كانت متوقفة، وإرادتنا واضحة بالعمل التربوي، وإبعاد مشاكل السياسة عن التربية".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك