خاص موقع mtv
أوقعت أحداث الأمس التيّار الوطني الحر في حيرة. ظهر، من خلال البيانات التي أصدرها، أنّ "التيّار" واقع بين "شقوفَين"، حتى بدا أنّه لا مع حليفه، أي حزب الله، بخير ولا مع خصمه، أي القوات اللبنانيّة، بخير.
لا يريد التيّار الوطني الحر أن يتحمّل المزيد من الخسائر في الشارع المسيحي. هو دفع أثماناً كبيرة بعد ١٧ تشرين كما بعد ٤ آب. لذلك، لا يريد "التيّار" أن يُترك هذا الشارع لـ "القوات" الذي يستفيد من الغضب المسيحي العارم على حزب الله، حتى عند جزءٍ كبيرٍ من الجمهور البرتقالي، قبل أشهر من موعد الانتخابات النيابيّة.
لذلك، اختار "التيّار" أن يهاجم القوات اللبنانيّة في بيانٍ أصدره أمس. وما لم يقله في البيان قاله جيشه الالكتروني الذي تولّى إعداد صور وتغريدات تهاجم رئيس حزب "القوات" سمير جعجع وتتّهمه بالإجرام وتحمّله مسؤوليّة إراقة الدم أمس. كان همّ "التيّار" ألا "يقطف" جعجع ما حصل مسيحيّاً.
في المقابل، لا يتحمّل التيّار الوطني الحر عبء الدفاع عن الثنائي الشيعي. المسلك الذي انتهجه الثنائي، وخصوصاً حزب الله، في تعاطيه مع قضيّة ملف تفجير المرفأ محرج جدّاً لفريق رئيس الجمهوريّة. ويمكن، لمن يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، أن يُلاحظ "مواجهات حامية" بين جمهورَي فريقَي وثيقة مار مخايل. ويمكن، بسهولة، العثور على تغريداتٍ لمناصري حزب الله يقولون فيها إنّ "التيّار" و"القوات" وجهان لعملة واحدة.
ما سبق كلّه، يطرح أكثر من علامة استفهام حول قدرة التفاهم بين التيّار الوطني الحر وحزب الله على الاستمرار، و، خصوصاً على التحالف في الانتخابات النيابيّة المقبلة. ليس من السهل إقناع إبن كسروان وجبيل وبعبدا وزحلة وغيرها بالتصويت للائحة تضمّ مرشّحاً للحزب.
من هنا، ليس من مصلحة التيّار الوطني الحر أن يستمرّ التوتر في الشارع لأنّه الأكثر تضرّراً منه، خصوصاً أنّ الشارع المسيحي، بغالبيّته، يحمّل حزب الله المسؤوليّة الأكبر عمّا وصله البلد من انهيار وأزمات، ما يعني أنّ هذا التوتر سيصبّ في مصلحة "القوات".
وعليه، سيعمل "التيّار"، في المرحلة المقبلة، على خطّين: الأول، الظهور بمظهر المتمسّك باستمرار التحقيقات في تفجير المرفأ والدفاع عن القاضي طارق البيطار، وإنّ كان يتمنّى أن يتنحّى الأخير ما يشكّل المخرج الأفضل للجميع.
والثاني، تشويه صورة "القوات" وتحميل معراب مسؤوليّة عودة الفتنة وإدخال البلد في المجهول.
وهذه مهمّة ستستمرّ حتى الانتخابات النيابيّة المقبلة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك