كتب عمر الراسي في "أخبار اليوم":
مرّت الذكرى السنوية الثانية لـ"ثورة 17 تشرين" باهتة، على وقع انهيارات، في حين ان تلك التحركات التي انطلقت بشعارات مثالية، لم يتحقق منها شيء، بل سارت عجلة الدولة الى الوراء... الى الانهيار، وشتان ما بين العام 2019 والعام 2021... لا بل الانهيار لم يصل بعد الى القعر الذي يمكن النهوض منه.
ويبدو من مسار هذه الاشهر الاخيرة، ان ما حصل لم يكن ثورة، بل انها مجرد انتفاضة اعتقد بعض الطامحين انه من خلالها يستطيع ازاحة نائب والجلوس مكانه... وكل تلك التحركات لا يمكن البناء عليها من اجل الوصول الى التغيير المنشود.
وقد علق مرجع سياسي على احياء الذكرى الذي مرّ بالامس مرور الكرام، مشيرا عبر وكالة "أخبار اليوم"، الى ان الظروف والمعطيات والتطورات والتقلبات في المواقع والمواقف والتموضعات التي شهدناها في الفترة الاخيرة، ادت الى مشهد مغاير على الساحة السياسية، فهناك من خرج من المسرح السياسي وهناك من دخل، حكومات فشلت عن الانقاذ وها هو التدهور ما زال مستمرا.
وقال المرجع: تزامنت الذكرى السنوية مع حدث امني كبير يضاهي بخطورته احداث 7 ايار 2008، وكان من الطبيعي ان تمر هذه الذكرى وقد غطّت عليها مشاهد "الطيونة"، حيث ما حصل عند هذه النقطة الحساسة ليس تفصيلا، ولا يمكن مقاربته بنفس منظار 7 ايار الذي قام به اعتراضا على قرارات تتعلق بملف الاتصالات اتخذتها حكومة الرئيس فؤاد السنيروة وقتذاك.
واضاف: بل ما شهدناه بالامس احد جوانب الانقلاب الحاصل في لبنان. لذا الذكرى اتت باهتة لان الحدث الامني عادة يطغى على كل ما عداه، فكيف اذا كان بهذا الحجم؟
وامام كل ما شهدناه يقترب موعد الاستحقاق الانتخابي- اذا حصل في 27 آذار- الامر الذي يطرح السؤال، من هم الاوفر حظا، وهل مرشحو الثورة سيتظللون بـ"القبة البرلمانية"، فقد اعتبر المرجع: ان المشهد الانتخابي ما زال ضبابيا، خصوصا ان انتفاضة 17 تشرين لم تلامس حجم الثورة، اذ تعتريها عدة شوائب، ولعل الابرز ان لا قواسم مشتركة بين "المنتفضين". فقد شهدنا منذ سنتين عدة انتفاضات، فلا شيء على سبيل المثال يجمع بين ثوار صور وثوار الرينغ، ولا شيء ايضا يجمع بين ثوار الرينغ وثوار الزوق... حيث كان هناك اكثر من منطقة واكثر من ثوار واكثر من شعار...
وانطلاقا من هذه التعددية، رأى المرجع ان من تقدموا الى المجتمع اللبناني كمرشحين محتملين وظهّروا انفسهم كقيادات، لم يقنعوا لا المجتمع اللبناني ولا الرأي العام، على الرغم من وجود شخصيات جيدة، ولكن في المقابل، خلال بعض المحطات الانتخابية النقابية تبين ان اداء القيادات الثورية تصرفوا على قاعدة "قم لاجلس مكانك" وبالتالي بدا الامر كأن لعبة السلطة لا تزال على حالها.
وردا على سؤال، قال المرجع ليس بالضرورة ان يتحول من قاد الثورة الى قائد ضمن السلطة، مذكرا بالثورة المصرية، حيث ابرز من دفع اليها وائل غنيم وقادها عبر صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي غادر الى الولايات المتحدة، بمعنى آخر هذا ما يدل على ان معظم من خاض غمار الثورة ليس بالضرورة ان يشارك في الحكم.
ولكن في لبنان: غالبية الثوار يبحثون عن موطئ قدم ضمن هذه السلطة والتركيبة القائمة...
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك