كتب ريمون متري في موقع mtv:
١٤ تشرين الأول ٢٠٢١ هو تاريخ سقوط الجريمة المنظمة المدوّي، وإلى غير رجعة. الثنائي الذي خطط لإخضاع القضاء، إحدى آخر المؤسسات الصامدة بوجه المنظومة الإجرامية، ومن فائض الاستقواء بالسلاح وخنوع الأكثرية الساحقة من السياسيين الفاسدين، أمسى أعمى، فسقط أمام عزيمة المحقق العدلي المصرّ على استجواب "أزلامهم" الذين لم يتخلوا يوماً عن إجرامهم وعن تاريخهم الميليشياوي الذي مارسوه متخفّين خلف ربطات العنق في الوزارات والمجالس.
لم يكتف زعيما الثنائي بتهديد قاضٍ علناً، لعبوا بالسلم الأهلي، وضحوا بأم لخمسة أطفال وبشباب غُسلت أدمغتهم. أهالي عين الرمانة والطيونة والجيش اللبناني ليسوا العدو الإسرائيلي الذي تخدمونه "برموش عيونكم"!
غريب لم نسمع منكم كلمة فيما خص الخط ٢٩ (الحدود البحرية الجنوبية)، لكنكم مصرّون على التستر عمّن فجر المرفأ والعاصمة! سلوككم تجاه القاضي بيطار يعدّ سلوكاً نموذجيًا لجريمة لوقف التحقيق. ربما لمعرفتكم أن القاضي بيطار كاد يصل إلى كشف كلّ من خطط وساهم ونفذ جريمة المرفأ. وبالمنطق لو لم تكونوا ضالعين لفعلتم كل ما في وسعكم لمساعدة المحقق العدلي لكشف خيوط جريمة العصر.
لن يسمح الشعب اللبناني باستمرار التضحية بالطائفة الشيعية بعد خطفها، وتصفية مفكريها والسيطرة على قرارها. أنا لبناني أؤمن بأن الطائفة والمذهب حرية شخصية ولا عَلاقة لهما بالانتماء الوطني. نعم لبنان الوطن هو أهم من طائفتي ومذهبي. هل عرفتم الكاتب والأديب المسيحي جورج جرداق رحمه الله الذي كتب ونشر "موسوعة الإمام علي صوت العدالة الإنسانية"... أنتم تهينون اللبنانيين عامة والطائفة الشيعية خاصة بأعمالكم الإجرامية التي هي بعيدة عن فكر الإمام علي في الشجاعة، والبلاغة، والعدالة والنبل والإنسانية وكرم الذات وكل المعاني السامية التي تصلح للبشرية. ليتكم تعرفون من هو الإمام علي بن ابي طالب وليتكم تعرفون ما قدمه المسيحيون وما زالوا من العلم والمعرفة، لكنتم ركعتم أمام أمهات وأطفال الشهداء وطلبتم منهم السماح والمغفرة من الله.
هل تعرفون ما قدمه كبار المفكرين الشيعة والسنة والدروز للوطن؟ جهلكم الأعمى يمنعكم، لأنكم تمارسون سياسات عنصرية كما فعل الصهاينة في فلسطين!
مهلاً، لبنان مهد الحضارات لم يحتله غزاة منذ آلاف السنين إلاّ تحرر بدم أبنائه، فكيف إذا حاول حفنة فاسدة السيطرة عليه؟ لا تظنوا أنكم بتنازلات بعض أقزام الطامحين ستسيطرون على البلد. لن نسمح لكم بتدنيس مقدسات الوطن. الجيش والقضاء والشعب بالمرصاد لكل من سيحاول تغطية الاحتلال أو ممارسة الهيمنة، إسألوا الذين حاولوا قبلكم وأقرأوا التاريخ إنكنتم تجيدون القراءة. أفضل شيء نستطيع تقديمه لكم هو إنشاء مدارس وطنية وتقديم العلم وثقافة حب الوطن والانتماء الوطني ونبذ الكراهيَة، ومحاسبة الفاسدين والمجرمين بعدل، وإعادة تأهيل من يصلح للانخراط بالمجتمع.
هل أنتم فخورون بإخافة الأطفال والناس العزل؟ هل أنتم فخورون بدخول أحياء آمنة والاعتداء على أهلها وممتلكاتهم بعد أن سرقتم مدخراتهم في البنوك... لستم برجال إنما جبناء، لبنان لا يشبهكم ولا تشبهون إلا مشغليكم أصحاب الفكر الأسود. لبنان الرسالة هو رمال متحركة تبتلع في لحظة تاريخية كل من يحاول الاعتداء عليه. لبنان الرسالة سينتصر على بغضكم ولن تستطيعوا فرز الناس طائفياً أو مذهبياً ولن يجاملكم إلا أفراد الجريمة المنظمة أمثالكم.
ماذا أنجزتم في ١٤ تشرين الأول ٢٠٢١: ضحايا بريئة، صورة مجرمين مسلحين خارجين عن القانون، الاعتداء على القضاء، الاعتداء على الشعب اللبناني، الاعتداء على الجيش اللبناني، محاولة فرز طائفي ومذهبي بعد إن توحدوا اللبنانيون ضد الطائفية في ثورة ١٧ تشرين، محاولة فرض واقع جديد بقوة السلاح، وماذا بعد.... أنتم الخاسرون حتماً، فرجعتم إلى شعارات القرن الماضي كالاتهامات بالصهيونية والعمالة وما عليكم إلا النظر بالمرآة لتكتشفوا العملاء...
الشعب يرفض حروبكم الميلشياوية، ولا يريد عودة سلاح أي ميليشيا، الشعب لن يقف خلف أي ميليشيا أو تيار أو حزب ليحتمي به، فتعيدون إنتاج نفس المنظومة الفاسدة المجرمة في انتخابات إذا حصلت في ظل ديمقراطية مزيفة! أو التجديد لنفس الجريمة المنظمة المتحكمة بالبلد. الشعب اختار وقرر انه لا يريد إلا الجيش اللبناني حامياً له والقضاء لصون العدالة. وإن تخيلتم لحظة إنكم ستغدرون بالجيش كما تحاولون مع المحقق العدلي، نقول لكم إن الشعب اللبناني بكامله سيكون جنود للجيش وبأُمرته.
سلموا سلاحكم للجيش واطلبوا السماح من اللبنانيين وسلموا كل من على يديه دماء لبنانيين وعودوا إلى لبنانيتكم وتعالوا لنبني معاً وطن الحلم، وطن السلام والازدهار، وطن الحياة والحريات، وطن يحميه جيشه وقضاؤه.
يحيا القضاء،
يحيا الجيش اللبناني،
يحيا لبنان الرسالة.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك