كتب شربل رحمة في موقع mtv
الدواء بين أيدينا. نعم، وإن قلتم إنّ ما ستقرأونه أدناه "من غير كوكب".
في هذا السطور، أدعوكم أن تشدوا أحزمتكم في رحلة معي الى "غير كوكب"… "إيه غير كوكب"…
اطفئوا أجهزتكم ولو لساعة، لعشر دقائق أو لبرهة من الزمن، وابتعدوا عن "وحشية" الأخبار التي تنهمر علينا كأشعة فوق بنفسجية تطيح بصحتنا النفسية والعقلية.
الدواء بين أيدينا، ومفعوله سريع لكنّه يتطلب مثابرة ومواظبة يومية ويعفيكم من "ألف راشِتّة حكيم". هذا الدواء ليس بالدولار ولا في الصيدليات… الدواء قرب بيتِك يا ستّي الختيارة، عند الحور العتيق، وفي ساحة ميس الريم…
"معليش" في وسط الوضع "التعتير" الذي نتخبّط بأمواجه مع كلّ مدّ وجَزر، إن ابتعدنا قليلاً عن الواقع وأضعنا البوصلة على طريق النحل، وفتّشنا عن موقف دارينا، وجلسنا نكتب على رمل الطريق ونحن ننتظر الضباب لكي ينزل فيمحو المدى ويمحو الطريق.
لن تتغير الأخبار في أي وقت قريب، هذا واقع نعيشه وليس تحليلاً أو "تهبيط معنويات"، وهنا المعركة الأقوى التي نواجهها. معركة نفسية بحت. معركة السقوط النفسي التام. معركة الإحباط. ولهذه المعركة، دواء و"ببلاش كمان".
"سألوا مجرّب ولا تسألوا حكيم"، والسرّ وسط الغيمة السوداء أن نقف لحظة ونبحث عن سعادة صغيرة عشّشت يوماً في داخلنا. الخسارة ليس في متابعة تصريح رئيس ونائب ووزير، فتصريحاتهم تكاد تغدو نفسها منذ أزلٍ وحتّى اليوم… يا جماعة، الخسارة الكبرى هوّ "إنت ملّا إنتَ" إذا لم تسكّن قلبك قليلاً وتخبّئه في ثوب سكون الليل حيث تختبئ أيضاً الأحلام… "
معليش" إذا قررنا ألا نختلف ونعلن حرباً على هذا الحزب وذاك، هذا الدين وذاك، هذه الطائفة وتلك، هذا الشارع وهذا البناء، لو لساعة واحدة فقط… وبدلاً من حرب الـ "مكانك راوح"، فلنتحارب ما إذا كان حبيبي إلي أو كنت أنا لحبيبي… ففي هذه "الحرب" ورود جميلة تزهر معها النفوس المثقلة بأحمالها.
لا أحاول إقناعكم. إنّها فقط نصيحة. ساعة يومياً "تحت الرمانة حبّي حكاني وتغزّل فِيَّا"، مدمجة مع دقائق "عهدير بوسطة حملايا وتنورين وعيون عليا الحلوين"، ملحقة بجرعة من "بيوت اللي بيحبونا وتراب اللي سبقونا"، تكون كفيلة بأن تنقذ أرواحنا من جهنّم السياسيين "اللي عنّا"، علّ الإنتخابات المقبلة "تريّحنا منن بقا".
إنّها مجرّد نصيحة.
إنّها مجرّد لحظة على غير كوكب، أو على غير مجرّة. أفلا يحقّ لنا بتغيير جوّ في كون آخر؟
إنّها أسطر صغيرة، وخبرة شخصية…
إنّها "حبّة دواء يومية"…
إنّها فيروز.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك