كتبت كارولين سلوم في "أخبار اليوم":
يتجاوز الوصف الذي يطلق على واقع الحال اللبناني كل التوصيفات الكارثية، وذلك لسبب وحيد وهو أن لعنة ما أو ما يعرف باللغة الانكليزية curse حلت على البلد. تخيلوا ما قد تكون عليه مفاعيل اللعنة، انهيارات متتالية في جميع القطاعات، مشاكل من كل حدب وصوب وبالطبع غياب للحلول، حتى أن السحر غير قادر على ابطال مفعول ما لحق بالبلد .
قد يقال بالعامية "من ايدو الله يزيدو" لكن المواطنين ليسوا من اوصلوا الوضع على ما هو عليه. اما السياسيون فيتقاذفون الاتهامات بشأن ما جرى في لبنان ويذهبون إلى حد التنصل مما اقدموا عليه من سياسات. وأمام ذلك لا يمكن إلا أن تكون اللعنة هي من فعلت فعلها. قد يكون هذا ما أصاب حكومة معا للأنقاذ في عز تقليعتها.
اين الحكومة لا بل اين الانقاذ؟ سؤال برسم المعنيين والإجابة عليه مفقودة حتى إشعار آخر.
وفي خضم اللعنات لا تزال التحركات الجارية لاحتواء أزمة لبنان مع دول الخليج من دون نتائج، ويمكن القول ان الوضع مقبل على المزيد من التأزم في حال لم تنجح الوساطات الخارجية والداخلية. وهنا تسأل مصادر واسعة الاطلاع عبر وكالة "أخبار اليوم" عن المصير الذي ينتظر الحكومة والتأخير المتراكم في أعمالها وكيفية تعويضها عما فاتها.
وتقول هذه المصادر أن خارطة الطريق التي تحدث عنها من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تتطلب توافقا سياسيا عليها ولذلك اتت تحركاته سريعة مع علمه أن التجاوب معها لن يكون بالامر سهلة، معربة عن اعتقادها أن الحكومة أضحت على المحك حتى وإن حصل رئيسها على دعم خارجي قوي.
وترى أن استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي ليست بهذه السهولة في الوقت الذي يتراءى للبعض أن تأتي متأخرة افضل من أن لا تأتي ابدا.
وتوضح أن التوقعات بأي انفراجات على خط الأزمة الراهنة ليست كبيرة، لأن العلاقات اللبنانية العربية لم تعد كالسابق وحتى بيانات الاعتذار وما هو أبعد منها لن يصلح الحال وفي حال تمت الاستقالة، فإن أقصى ما يمكن أن يحصل هو عودة للتمثيل الديبلوماسي وهذا يتطلب ضمانات ربما.
وتلفت المصادر نفسها إلى أن الانهيارات التي تصيب البلد بشكل دراماتيكي قابلة لأن تتضاعف وستكون من دون شك في وجه الحكومة، وتؤكد أن المأزق أكبر من إمكانات حكومة بدت في وضعها نسخة عن الحكومة السابقة مع فارق أن الرئيس ميقاتي لن يكتفي بأصدار بيانات أو توجيه كلمات انما سيأخذ على عاتقه المعالجة بالطرق الأمثل إنما للصبر حدود.
وهنا تدعو هذه المصادر إلى انتظار الأيام المقبلة والمساعي التي تبذل من قبل الرئيس ميقاتي فضلا عن الوساطة القطرية المرتقبة وما إذا كان هناك من اتفاق ما سيجري العمل للتوصل اليه.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك