كتب شادي هيلانة في "أخبار اليوم":
يزور قائد الجيش العماد جوزاف عون الولايات المتحدة للمرّة الرابعة، والحفاوة في استقباله لا تقل عن سابقاتها، وهذا التكريم نادر في تاريخ قادة الجيش اللبناني. لا يُذكر انّ اسلافه تلقّوا دعوات مماثلة لزيارة واشنطن وكانت قيادة الجيش تُقابل بمنع المساعدات عنها إلا بالقليل والقليل جداً.
وبالتالي يلقى عون دعماً خارجياً غير مسبوق لا سيما من مركز صنّاع الرؤساء "المطبخ الاميركي"، انما هناك مَن يقطع الطريق عليه ويقول: لن تصبح رئيساً للجمهوريّة!
ولكن في زمن السخط السعودي واتخاذه منحى عقابي ضد الطبقة الحاكمة في لبنان، زار قائد الجيش الرياض، والزيارة ليست تفصيلاً عابراً، خصوصاً في هذا التوقيت الذي تستجمع فيه السعودية أوراقها في المنطقة ضد إيران.
في هذا الاطار، كشفت مصادر دبلوماسية لوكالة "اخبار اليوم" أنّ قائد الجيش يحظى في واشنطن بمودة واحترام كبيرين، وهو موضع ثقة لدى الإدارة، ما قد يعبّد أمامه الطريق إلى رئاسة الجمهورية.
في الموازاة، انّ الأجندة الأميركيّة من خلال تركيز الهجوم على رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل من جهة وحزب الله من جهة اخرى، وتحميلهم وزر الإنهيار بالكامل - سيكون لها ثأر تاريخي تجاه هؤلاء بإيصال رئيساً للجمهورية لم يكن حائزاً على "الرضا الأميركي".
وكان قائد الجيش قد بدأ جولته في الولايات المتحدة الاثنين الفائت. وتمحورت اللقاءات في مجملها، وفق بيان صادر عن قيادة الجيش، حول الأوضاع العامة في لبنان وتأثيراتها على المؤسسة العسكرية، وبحث السبل الآيلة إلى مساعدتها ودعمها لتتمكن من اجتياز هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.
عملياً، حدد الرئيس عون باسيل خلفاً له، متخطياً ﻻئحة من المتنافسين الجديين على الرئاسة، من قيادات مارونية كرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في وقت يشكل قائد الجيش في نظر باسيل، منافساً جدياً له، ما يفسر فتور العلاقة بينهما، فالاول "محبوب" والثاني "مغضوب" بعقوبات لا تُحمد عقباها.
انتخابياً، وبحسب المراقبين، أنّ سبب إصرار باسيل وخلفه الرئيس عون على الطعن في تعديلات قانون الانتخاب، يعود إلى أنه يريد كسب الوقت لإعادة ترتيب بيته الداخلي اعتقاداً منه بأنّ تقريب موعدها لن يكون لمصلحته خصوصاً انه في مأزقٍ حتمي أمام الشارع الانتخابي، ويعتقد البعض انه ربما يسعى لنسفها بحيث لن تؤمن له اكثرية نيابية تضع في "عبّه" الرئاسة الاولى.
انطلاقاً من هنا، يتأرجح مصير الانتخابات النيابية بين اجرائها وفق مواعيد متضاربة أو تأجيلها ما يشّرع باب التمديد لمجلس النواب واسعاً تمهيداً لربط الاستحقاق النيابي بالاستحقاق الرئاسي ضمن صفقة واحدة على غرار ما جرى عشية انتخاب الرئيس عون.
في الخلاصة، تشرح مصادر سياسية واسعة الاطلاع انّ تعطيل حكومة "معاً للإنقاذ" هو للذهاب نحو "التعطيل الكبير" حتى انضاج تسوية متكاملة، هذا الأمر يأتي معطوفاً على تطورات إقليمية تنتظرها قوى وأطراف سياسية وتستعد للاستفادة منها قبيل "الامتحان الانتخابي".
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك