تغيّر المشهد كثيرا في لبنان، بعد انتفاضة 17 تشرين… فرغم تزعزع أركان الانتفاضة التي تشكّلت حينها، غير أنه، لا يمكن إنكار واقع انها رسّخت ولادة فكر جديد مختلف عما عهدناه في لبنان لسنوات طويلة.
منذ العام 2005، إنقسمت غالبية اللبنانيين، بين تيّارين، إن امكن القول، هما 8 و14 آذار، وحتى بعد تفكك هذه القوى واندثار تحالفاتها ظلّت التوجهات السياسية للأفراد تجعلهم يُفرزون تلقائيا بين هذين التوجهين انطلاقا من المسار الذي يطبع كلا منهما.
غير أنه في السنتين المنصرمتين، خرقت المشهد اللبناني، فئة ثالثة، باتت تعرف بقوى التغيير، والتي بتنا نلمس مدى تأثيرها في النتائج التي تحققها، وتفوّقها في بعض الاحيان على أحزاب السلطة التقليديين، في انتخابات النقابات والجامعات، وأخيرا ما شهدناه في الجامعة اليسوعية، حيث أنها حصدت 98 مقعداً من أصل 133.
الخيار الثاث بات مكرّسا إذا، بعدما فرض حضوره بقوّة بفعل النقمة من الأزمات المتتالية التي ليست إلا نتيجة سياسات المحسوبية والتنفيعات التي حكمتنا طويلا. وبات هذا الخيار المستحدث يجذب خصوصا الفئات الشابة والنقابيّين، والذين إن نجحوا بتوحيد لوائحهم وصفوفهم قبيل الانتخابات النيابية فسنكون أمام واقع جديد، وربما بداية تغيير حقيقي.
غــــــــرد تــــــــعــــــــــــلــــــــيــــــــقــــــــك